مرت أزيد من شهر على الجريمة الشنعاء التي ارتكبها ذئاب جماعة الشراط، ضد أم عجوز قارب سنها القرن من الزمن. جريمة لازالت الأم المكلومة تعاني من آثارها النفسية والجسدية. في الوقت الذي تم فيه إحالة أربعة مشتبه فيهم على العدالة، ولازال خامسهم فارا علما أن الكل يعرف هويته.
فقد كانت ليلة السبت 26 شتنبر 2015، ليلة كوابيس… ليلة جحيم أحرقت عزتها وكرامتها وشرفها وأحلامها البسيطة… حين فوجئت بالذئاب البشرية تقتحم مسكنها بالقوة وهي جالسة قبالة شمعة مضيئة تناجي ربها. هاجموها بوحشية وعنف قل نظيرهما حتى في عالم الحيوانات، وكواكب مصاصي الدماء وآكلي اللحوم البشرية. منحرفون واظبوا على معاقرة الخمر والماحية، واستهلاك المخدرات والقرقوبي بمنزل مهجور بالجوار. ضمنهم أحد أبنائها بالرضاعة (يا حسرة). لكن في تلك الليلة المشؤومة، زاغت أفكار الجن والشياطين، وقرروا الاستمتاع بجسد امرأة تنتظر كل يوم لقاء ربها. قرروا ارتكاب جريمة اغتصاب والتنكيل بالأعضاء الحساسة لعجوز صماء بجسم نحيل منكمش، وعفة كبيرة جعلتها تفضل العيش وحيدة لسنوات لكي لا تكون مصدر إزعاج لقريب أو صديق. كانت تعيش وحيدة داخل (عشة) بدوار أولاد بن يسف بمشيخة الكبابحة بالجماعة القروية الشراط ببوزنيقة بإقليم ابن سليمان. كانت قد وجدت راحتها في محاورة نفسها، ومناجاة خيالها، والاعتزاز بكونها صاحبة العزبة (العشة)، والآمرة الناهية في كل أركانها ومحيطها. كانت قد وضعت برنامجها في الحياة، وخططت لتعيش سعادة خاصة، بما لديها من وسائل بدائية وبسيطة. خططت لقضاء نهارها وليلها، وفرت حماية خاصة لها من برد الشتاء، وتسربات أمطاره، ومن لهيب الصيف وأشعة شمسه الحارقة. وتمكنت من تدبير غذاءها ومشربها، وتجديد دماءها العفيفة بدعابات وأسرار وحكاوي الماضي. لكن … وفي ليلة باردة، تبخرت كل مخططاتها وتعثرت برامجها، وتسرب إلى جسدها العفن والقذارة. من طرف شبان منحرفين، لعبت الخمور في عقولهم، فزادت في عفنهم وجبروتهم وهمجيتهم. وجعلتهم يرتكبون أكبر الكبائر الإجرامية في حق جسم نحيل وهزيل ، وروح عفيفة وعالية. وقلب طيب لم يعد له من قائد، بعد أن تدهورت وضعيتها الصحية وبعد أن دخل عقلها في سبات عميق، لم يعد له فكر ولا ذكر… إلا ذكر الله.
لكم أن تتخيلوا كيف ارتكب هؤلاء الذئاب جريمتهم… لكم أن تكتبوا أي سيناريو وحشي وهمجي في مخيلاتكم… لكنكم لن تتمكنوا من بلوغ مستوى الانحطاط والقسوة التي فكر ودبر ونفذ بها هؤلاء المنحرفين جريمتهم… فقد كسروا باب مسكنها، وهاجموها، بعد أن أطفئوا شمعة كانت تضيء بها وحدتها، لكي لا تتعرف عليهم. وتناوبوا على اغتصابها بقوة وعنف. قبل أن يعمد أحدهم إلى إدخال قنينة خمر في عضوها التناسلي…. أليست هذه منتهى الفظاعة والوحشية؟… وفي انتظار حكم المحكمة… لكم أن تحكموا على هؤلاء المجرمين، وتحددون ما ترونه مناسبا في حقهم….سنوات سجن… أعمال شاقة… السجن طول العمر … أم الإعدام…
أما أنا فبعد أن زرت (مي هنونة) مساء اليوم الاثتين 2 نونبر 2015، رفقة الفاعل الجمعوي مصطفى غريب ابن مدينة بزنيقة، ومندوب التعاون الوطني بإقليم ابن سليمان…حيث كنا نأمل في أن تقبل بأن نودعها لدار العجزة… و تحدثت إليها لكنها رفضت، كما رفض قريب لها قرر احتضانها…تمنيت أشياء أكثر فظاعة لمرتكبي تلك الجريمة، وتمنيت لو أن الحكم يطال من سخروا لهم الخمر والمخدرات والقرقوبي… ويطال أشباههم من المنحرفين والمروجين والمهربين والوسطاء والمتواطئين بالصمت. على العموم ف(مي هنونة) لها رب له 99 اسما. وكل اسم له حمولة ووزن يفوق تصورات البشر. وهو قادر على أن ينصفها في حياتها ومماتها وأن يقتص من كل من اعتدى عليها. كما لها قريب (زوج ابنة شقيقتها)، أقسم بالله أن يرعاها إلى أن يفرق بينهما الله. علما أنه ليس سوى حارس ليلي في شركة صغيرة بضواحي بوزنيقة.