الرئيسية / ميساج / نحن المغاربة لا نلهث وراء المناصب.. همنا ثروات البلاد ومستقبل العباد

نحن المغاربة لا نلهث وراء المناصب.. همنا ثروات البلاد ومستقبل العباد

… كم نحن مزعجون في مطالبنا اليومية وإسرارنا على العيش الكريم، بدل الاكتفاء كعادتنا بطلب الغيث الذي لا يأتي، والاستجداء والتسول ثارة، والتوسل ثارة أخرى لضمان قوت يوم أو بعض يوم…

… كم نحن محبطون (بكسر الباء) للنخب بسبب استفاقة بعضنا المفاجئة، ومحاولتنا البحث عن سبل غير التي رسموا لنا… مزعجون لأننا قررنا مزاحمتهم في الشوارع، ومنافستهم في التسيير والإبداع… علما أننا لا نرغب في المقاعد البرلمانية وكراسي الاستوزار.

… بدئنا ممارسة القنص ببنادقنا عوض العمل ك(حياحة) لهم، ومطاردة الطرائد إلى جانب كلاب القنص… وهم يريدوننا أن نلهث وراء أموالهم الفاسدة التي سرقوها من خزائننا، مقابل التهليل بأمجاد نسبوها لأنفسهم، وتمكينهم من فرص جديدة للتموقع فوق رؤوسنا واستكمال مشاريع النهب والاستغلال التي بدؤوها منذ سنوات…

… يصرون على أن يثبتوا للكل مدى استفحال جهلنا وغبائنا، ومدى شرعية استعبادنا. نحن المغفلين الذين أرغموا على الجهل والأمية في صبانا وشبابنا … فترعرعنا في منازل ومدارس وشوارع عشوائية، خارج تغطية كل مطالب الحياة الكريمة من تعليم وثقافة وحرية…

… حرمنا من معرفة أبجديات الحياة والمجتمع… نحن المغاربة الذين لا يحمي القانون زلاتنا وأخطائنا العفوية… نجهل كيف يطربون بأوتاره التي صنعتها نخبهم بحرير الوهم والمصلحة. واحتفظت لنفسها بكل أرقامه السرية ومعزوفاته التي مزجتها بأنغام الديمقراطية السراب، ونسجت بين فصوله مسالك سرية وثغرات لا تراها عيوننا المجردة…

… نحن لكم اليوم بالمرصاد… سنعمل على اقتصاص مطالبنا من عزائمكم، وانتزاع حقوقنا من تسلطكم… كلما دقت طبول الانتخابات من جديد تدق معها قلوبكم بنبضات الرعب والقلق من المصير الغامض لمقاعدكم الأميرية ومكاتبكم المكيفة…. فأنتم أيها المصنفون ضمن النخب الراقية والعالمة في حاجة دائمة إلى أصواتنا المبحوحة من أجل استكمال واستئناف سيمفونياتكم الجديدة…جعلتم من أصواتنا بطاريات تشحنوها في كل موسم انتخابي.

  

… مع كل انتخابات …تتوسلون لنا نحن المغفلين من أجل تضميد جراحكم الغائرة التي تعرضتم لها وأنتم تحاربون الخير بالشر، وتحرضون المفسدين على المصلحين. أنتم حاملي وهم الإصلاح والتغيير، وراكبي موج الإعصار المدمر… تأملون دائما في فرصة جديدة، وصفحات فارغة لإعادة تلطيخها بنفس الرسوم والخطوط التي سبق وعفنتم بها كتب التاريخ بمدادكم العكر وأقلامكم الزائفة.

… نحن فئة من الناس لا يحمينا القانون بسبب جهلنا لفصوله. نحن مطالبين بالمشاركة في بناء أسس دولة الحق والقانون، مطالبين بدعم النخب وتجديد مواقعها. وعلينا أن نعلم (ونحن لا ولن نعلم )، أن أصواتنا هي التي ستعيد تشكيل خريطة المغرب السياسية، وتؤثث لدولة جديدة قادرة على تحقيق مطالب شعبها، وقادرة على محو عذاب الأمس. وتعويض الضحايا ومعاقبة المفسدين. نحن نسعى وراء دولة لا تنعت بعضا من شعبها بالمغفلين، ولا تجعل أبنائها عرضة للعقاب بسبب جهلهم للقانون…       
 

… قبل أن تبدؤوا بالتنقيب والبحث عن ثروات المغرب… نظفوا أرضه من الفساد والمفسدين… فو الله لن يتغير شيء من حياة ومعاناة المغاربة ولو توفر المغرب على كنوز الدنيا. إن أكبر ثروة فوق الأرض هي الثروة البشرية، فإن صلحت انتعشت الأرض  وأعطت من جوفها ما يروي عطش ساكنيها ويغذي بطونهم ونفوسهم وإبداعاتهم. وإن فسدت غضبت الأرض وأغلقت آبارها وخزائنها.. وأدارت السماء ظهرها وجفت سحبها…

 

… وحدها مناجم الفوسفاط قادرة على تغيير وجه المغاربة إلى الأحسن … وحدها أسماك المغرب قادرة على إسعاد المغاربة… وحدها أراضينا الخصبة قادرة على الرقي بالمغاربة… وحده أمننا واستقرارنا قادر على جلب استثمارات تنعش المغاربة… وحده التكافل قادر على رص صفوفنا و لم شتاتنا… وحدها الزكاة السنوية قادرة على محو آثار الفقر ببلادنا…

فأرجو ألا تبحثوا كثيرا ولا تنقبوا أكثر في بطن أرضنا وجوف بحورنا… قبل أن نعيد البحث والتنقيب معا، فيما يصرف ويبدر حاليا من طرف لوبي الفساد، وأن نحسن توزيع الثروات البارزة على الشعب… كل الشعب…  

 

…أوقفوا التنقيب عن النفط والغاز واتركوه كمخزون احتياطي لأطفالنا وأحفادنا قد يستعملونه كبديل للثروات التي يتم استنفاذها حاليا… أوقفوا الزحف الاسمنتي الذي دمر كل الأراضي الفلاحية وأغلق مجاري المياه والأودية وحرف مساراتها… وإن أردتم أن تنجزوا مباني إضافية فأنشئوها فوق أراضي غير صالح للزراعة… أوقفوا مشاريع التعمير الاسمنتي وعمليات الاستيطان الجديدة التي بات يفرضها أثرياء البلاد فوق الأراضي الفلاحية بدعوى الراحة والاستجمام…

 

 

… كفانا من الضيعات الفلاحية (الفيرمات) التي تشيد هنا وهناك بالعالم القروي دون اعتبارا لحاجيات تلك الأراضي.. بعضها يبنى فوق برك مائية..  أوقفوا شركات المناولة … شركات الوساطة … التي باتت تلعب دور السماسرة… وتنهب أموالا كان من المفروض أن تصل مباشرة إلى الزبون أو المستخدم…أوقفوا مسلسل توريث أبناءكم وبناتكم المناصب العليا داخل الإدارات العمومية والمكاتب الحزبية والنقابية… أوقفوا المخططات المزعومة التي تأخذ صفة المصلحة العامة، وترسم بطرق تخدم مصالح البعض … أعيدوا النظر والبحث والتحقيق في لائحة المستفيدين من المخططين الأخضر والأزرق… وشكلوا لجن مركزية للوقوف على مدى تحقيق المشاريع على أرض الواقع..

 

… إنكم بفسادكم ومواقفكم الفردية وأنانيتكم وضيق مسالك أفكاركم يا زعماءنا البواسل (من البسالة طبعا بجزم الباء)، والكواسر(من الكسر أو الكسرة ديال الخبز)… تدخلون البلد يا سادة في مصير مجهول. تتوسلون وتتسولون أصوات المواطنين والمواطنات، وتتاجرون فيها لتحصدوا أكثر ما يمكن من المقاعد البرلمانية. وتحاولون ركوب سفن الإصلاح الوهمي بأشرعة ورقية تبلل وتمزق مع أول قطرة ماء أو ندى.. تخوضون صراعات تافهة من أجل الانفراد بالحكم، وصراعات أخرى من أجل السيطرة والتحكم، وتراوغون الشعب بتبريرات واهية، لجعله يتقبل خرجاتكم ويقبل بترحالكم…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *