تعاني الفنانة الأرملة نزعة بدر من إكراهات مالية خانقة، جعلتها بالكاد توفر سومة كراء السكن، وتجد صعوبة في تدبير شؤون المنزل والأبناء. تساءلت عن سبب تغييب أمثالها من الفنانين والفنانات الذين أعطوا الشيء الكثير للفن المغربي المحافظ على عادات وتقاليد المغاربة. وإقبال المخرجين على شخصيات نسائية مبتدئة. واستغلالهم في مشاهد مسيئة للمرأة المغربية وأفلام تضرب في عمق الهوية المغربية. وأرسلت دعوة مفتوحة إلى كل المنتجين والمخرجين من أجل إشراك الممثلين والممثلات اللذين يمتازون بالكفاءات والمهنية، وأن يكف بعضهم عن تلطيخ سمعة الفنانات بمنحهم أدوار مهينة وغير مشرفة. وتابعت (حنا ماكنديروش مشاهد قلة العراض ها داكشي علاش ما كيعيطوش علينا). وتابعت لا يمكن لفنانة مغربية محترفة أن تؤدي أدوار (قلة الحياء). وأضافت (الحمد لله حنا مستورين)، وتساءلت (واش هادشي لي كانديروه حنا ما بقاش؟ … واش حنا ولينا برانيين عن الفن ؟ ولا هاذوك كيطلبوا الرخا )، في إشارة إلى اللواتي يقبلن بأدوار غير محتشمة. وأردفت توضح للجمهور الذي يتساءل عن غيابهم، مشيرة إلى أنها لا تعرف كيف تجيبهم. قبل أن تصرخ ( المعقول مابقاش والمسلسلات الإباحية هي المطلوبة، اللهم إن هذا منكر… هن لسن ممثلات). وتابعت الفنانة المخضرمة (عار أن يكون بالمغرب مسلسلات إياحية … حرام نحن المغاربة يكونوا عندنا مثل هذا الأفلام والمسلسلات لي تقلل الحياء على المتفرج)، (الآن من هب ودب من أراد فيلم ساقط ينادي على وحدة ويقول أنها فنانة وهي لا علاقة لهن بالفن). ولم تخف سخطها على ما وصل إليه الفن المغربي، وكيف أن الناس يلومونها وكأنها هي من قامت بالتمثيل. وقالت (حاشا واش نعمل هادشي). هناك ممثلات محترمات بالمغرب (ديال بصح لي عاشرتهم وعملت معهم … في الجولات مع الممثلين كن إخوة وأسرة ، كان الذكور يحمون الإناث). بنبرة من الألم والحسرة، كانت المتحدثة تحكي بمرارة عن معاناة الفنانات المحافظات، وكيف تم إهمالهم وتهميشهم، وفتح الباب لفتيات لا علاقة لهن بالفن. وطالبت بوضع حد لهذا الواقع الفني المخيب للآمال. والعودة إلى الفن الراقي والهادف.
تكتري نزهة شقة صغيرة بحي مازولا بالبيضاء، بثمن شهري حدد في 1500 درهم، بالكاد تتدبره، حيث تحضن ابنائها، بعد أن توفي زوجها منذ عقدين من الزمنـ، حيث كان مستخدما بميناء الدار البيضاء. بعد بلوغها سن 54، تكون نزهة قد مارست التمثيل باحترافية لمدة 32 سنة. استبشرت خيرا بعد حصولها على بطاقة الفنان، لكن خيبة الأمل أصابتها، بعد أن وجدت أنها ليست سوى ورقة بلاستيكية تتقل حقيبة يدها (البزطام). لا فوائد من وراء امتلاكها. كما أن انخراطها ضمن نقابة الفنانين، لم يوفر لها الحماية ولا أي امتيازات تمكنها من توفير مداخيل مالية في مستوى عطاءها وتطلعاتها. بل إن عتابها طال حتى التعاضدية التي انخرطت بها منذ سنوات، والتي تماطل في تعويضها عن ملفات المرض، آخرها ملف خاص بعلاج الأسنان، الذي لازال عالقا داخل رفوفها. بدأت عالم الفن كموسيقية، بعد ولوجها المعهد الوطني للموسيقىن حيث اختارت الطرب على آلة العود، وتعلمت الصولفيج والطرب الأندلسي مع فرقة الطرب الأندلسي. قبل أن تلتحق بالمعهد البلدي والمسرح مع الراحل عفيفي. شاركت في أعمال مسرحية كثيرة ومختلفة ( كوسطا يا وطن، ريح لبلاد ، خروب بلادي ، الكونطراداة ،… )، وملاحم مع الطيب الصديقي، و نفحات منذ ذاكرة مراكش. كما شاركت في العشرات من المسلسلات التلفزيونية إلى جانب كبار الفنانين المغاربة ( خمس وخميس،ستة من ستين، العين والمطفية، الدار الكبيرة…)، ولعبت أدوار مهما في أفلام تلفزونية ( الوجه الآخر، 24 ساعة في القطار….)، كما مثلت في سلسلات. وأفلام سينمائية ( أيام من حياة عادية، نساء ونساء، جوهرة بنت الحبس، المطمورة..).