عرت الأمطار التي تهاطلت أول أمس الثلاثاء واقع البنية التحتية بمدينة المحمدية وعين حرودة. وأوضحت بجلاء حقيقة الهشاشة التي تعرفها المنطقة الغنية بمناطقها الصناعية ومشاريعها العمرانية والسياحية. فقد اجتاحت مياه الأمطار والسيول أول أمس الثلاثاء، قلب مدينة عين حرودة، حيث السوق الحضري (الجوطية) ودوار المسيرة والشارع الذي يعتبر امتدادا للطريق الوطنية رقم واحد. فقد تدفقت المياه المتعفنة لتغمر محلات تجارية وخدماتية ومنازل، بعد أن امتزجت بالمياه المستعملة، وحملت النفايات المنزلية والخدماتية وفضلات الدواب، التي جرفتها إلى داخل المحالات والمنازل. ويذكر أن مشروع السوق الحضري لازال عالقا، كما أن مالك الشركة المكلفة بإنجازه يقبع في السجن منذ فترة. ويعاني التجار والمهنيين داخل محلات عشوائية داخل السوق وبمحيطه، بدون إنارة ولا تطهير. كما أن ساكنة حي المسيرة (حوالي 20 أسرة)، يؤدون مقابل التطهير، ويعانون من التعفن والسيول بسبب غياب قنوات الصرف الصحي. الأمطار أرغمت التجار والمهنيين على إغلاق محلاتهم، والاكتفاء بحماية ممتلكاتهم من التلف. كما أن الأسر، فضلت الاحتفاظ بأطفالهم، واعتبار اليوم ( يوم عطلة مدرسية) تفاديا لأي خطر قد يهددهم في تنقلهم، وخصوصا احتمالات أن يتم جرفهم من طرف السيول في اتجاه بعض (البالوعات أو القنوات). ولم تكن عين حرودة وحدها التي غاصت في أوحالها وبنيتها العشوائية، فإن نصف ساعة من الأمطار أغرقت أزقة وشوارع وأحياء سكنية بالمحمدية، وعزلت أخرى عن باقي المناطق الحيوية بالمدينة (الفرح، لاكريت)، حيث تم حرمان التلاميذ من التمدرس بسبب صعوبة المسالك. وحمل الساكنة مسؤولية الفيضانات التي تغرم المدينة كلما أمطرت، إلى شركة ليديك، معتبرين أنها لم توفر البنية التحتية لصرف الأمطار والمياه المستعملة. كما حملوا بلدية المحمدية مسؤولية تدهور بعض الأزقة والشوارع، والعشوائية التي تتواجد عليها بعض القناطر والممرات التحت أرضية، إضافة إلى بعض البنايات الحديثة التي تسببت في تغيير مجاري المياه والسيول. ومحاصرة مجموعة من المنازل.
الرئيسية / نبض الشارع / نصف ساعة من الأمطار تعري واقع البنية التحية بالمحمدية وعين حرودة أغرقت سوق حضري وأحياء سكنية وحرمت تلاميذ من التمدرس