الرئيسية / ميساج / نواب (بنكيران) يرمون أصواتهم في الحاويات مقابل حصد 7 مناصب بالبرلمان

نواب (بنكيران) يرمون أصواتهم في الحاويات مقابل حصد 7 مناصب بالبرلمان

 

بصم عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية المعين من طرف ملك المغرب محمد السادس، على (طبخة) سياسية جديدة بلا لون ولا طعم… (طبخة) لم يسبق أن أعدها أي طباخ سياسي في العالم. وذلك بعد أن طلب من نوابه البرلمانيين، ملء صندوق انتخاب رئيس مجلس الأمة، وثالث شخصية مغربية في البلاد بعد الملك ورئيس الحكومة ، بأوراق بيضاء.

.. بنكيران (قهقاه الرباط)، رفع الراية البيضاء في أول اختبار له أمام النواب الجدد داخل قبة البرلمان، وتخلى عن الأمانة التي سلمه إياها المغاربة، الذين منحوا حزبه الصدارة في الانتخابات التشريعية الأخيرة..  ألقى (بلا حشمة ولا حياء) ب129 صوت في حاوية النفايات. لعدم تجرؤه على اتخاذ موقف واضح وصريح،  بالتصويت الإيجابي أو السلبي لفائدة الاتحادي لحبيب المالكي، أو حتى ترشيح منافس ضده. فضل أن يدخل في لعبة سياسية قذرة، تعتمد طرق المراوغة والابتزاز ومحاولة التودد.. أملا في إيجاد مخرج لحكومته التي طال مخاضها، وبات موعد وطريقة إنجابها غامضا.. تلك اللعبة التي مكنته بقدرة قادر، تحقيق الصدارة من جديد. بعد حصوله في اليوم الموالي لانتخاب هياكل المجلس، على سبعة مناصب مهمة داخل قبة البرلمان، ويتعلق الأمر ب: منصبين نائبي للرئيس، ومنصبي محاسب وأمين، ورئاسة ثلاث لجن دائمة. حيث  تم انتخاب لحسن الداودي الوزير السابق للتعليم العالي والعضو والقيادي البارز في حزب المصباح كنائب أول لرئيس مجلس النواب. كما حصل على منصب النائب السابع في شخص (نزعة الوافي). وحصل القيادي الآخر في الحزب محمد نجيب بوليف على منصب  محاسب المجلس.  و حصلت البرلمانية عن نفس الحزب عزوها العراك على منصب أمينة للمجلس، وعادت رئاسة لجنة المالية والتنمية الاقتصادية للقيادي الإسلامي إدريس الأزمي الإدريسي، كما عادت رئاسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج للقيادي الإسلامي محمد يتيم. ولجنة مراقبة المالية العامة التي عادت لإدريس الصقلي عدوي.  

 

.. كما مكنت نفس اللعبة، حزب الاستقلال المنسحب من جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب، من الحصول على منصب النائب الرابع في شخص (عبد الواحد الأنصاري). ومنصب أمين (السالك بولون)، ورئاسة لجنة القطاعات الاجتماعية في شخص سعيدة آيت بوعالي. ووزعت مناصب نواب الرئيس الثمانية اتباعا على أحزاب (العدالة والتنمية، الأصالة والمعاصرة، الاتحاد الدستوري،الاستقلال، الحركة الشعبية، الاتحاد الاشتراكي، العدالة والتنمية، الأصالة والمعاصرة).

.. وجاء في المرتبة الثانية بعد العدالة والتنمية (حزب الأغلبية العالقة)، حزب الأصالة والمعاصرة  الذي اصطف في المعارضة حتى قبل انطلاق الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر. إذ حصل على خمسة مناصب (نائبين للرئيس ومحاسب ورئيسي لجنتين دائمتين)، ويتعلق الأمر بمنصبي النائب الثاني والثامن للرئيس في شخص كل من رشيد العبدي و حياة بوفراشن. ومنصب محاسب (عبد الرحيم عثمون). ورئاسة لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة في شخص زكية المريني، ورئاسة لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان التي عادت لعادل البيطار.

 

 …  من خلال عدد المناصب والمكاسب التي ضمنها الحزب الحاكم داخل قبة البرلمان، وهو الذي لعب دور (المتحفظ)، وأدلى في اليوم الأول بأصوات مبحوحة على صفحات بيضاء، لم يسمع لها أنين ولا رنين. يتضح أن الزعماء السياسيين بالمغرب عثروا على وصفات سياسية جديدة، يلزمنا نحن المغاربة أيام وربما شهورا لدراستها وفهمها. وخصوصا عندما تمنح رئاسة مجلس النواب، لحزب لم يكن متصدرا ولا وصيفا ولا ثالثا من حيث عدد النواب البرلمانيين. وعندما لا يجد ذلك المرشح ولا منافسا له.. وعندما يتم انتخاب كل أجهزة المجلس دون أن نعرف أسماء أحزاب الأغلبية ولا أحزاب المعارضة..  وعندما ينال من كعكة هياكل مجلس النواب ولجانه الدائمة المصوت والمتحفظ والمنسحب…

 

.. حزب الاستقلال انسحب من جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب، بمبررات اعتبرها واقعية ونحن اقتنعا بموقفه.. لكنه عاد في اليوم الموالي للظفر بمناصب داخل الهيكلة علما أن المبررات ضلت كما هي..  وحزب العدالة والتنمية يصوت بالأبيض (ثوب الأرملة)، ليعبر عن حزنه وقلقه في اليوم الأول. لكنه أزال ثوب الحداد والحزن في اليوم الموالي، ولبس ثوب الجهاد، ونزل بكل قواه من أجل افتراس ما يمكنه افتراسه. حيث حصد معظم المناصب… هل باتت الأحزاب تغير جلدها وأثوابها بين عشية وضحاها، دون اعتبار لأهدافها وبرامجها ومواثيقها التي تربطها مع مناضليها وناخبيها؟؟ ..  

 

(طبخة) البرلمان، حيث السلطة التشريعية، مؤشر سيء، لما ينتظر رئيس الحكومة من متاعب ومقالب. لن يتمكن من فرض لياقته السياسية لمواجهتها.. المفاوضات المقبلة أصبح لها ارتباط وثيق بما يجري ويدور بكواليس مجلس النواب.. هذا المجلس الذي يبدو أن الضرورة التي عجلت بانتخاب هياكله، بعثرت الأوراق والمخططات التي كانت تحاك بين الأحزاب… وأعادت عقرب الساعة إلى نقطة الصفر.. ولن يستبعد المغاربة أن ينتهي الأمر برئيس الحكومة إلى أن يرغم على التودد لحزب الأصالة والمعاصرة.. وفرض (مصلحة الوطن) من أجل التحالف معه… في حال استمرار صراع  وتعنت الأخوين (نوش ومامنوش)، بين بنكيران وعزيز أخنوش زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار الذي بات لا يقبل أي تفاوض بدون حزبي الاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي.. ولما لا تكون تلك فقط خطة للوصول إلى إقناع الرأي العام المغربي، بضرورة تحالف العدوين السياسيين (بنكيران وإلياس العماري زعيم حزب الجرار)، من أجل فك (البلوكاج)، وإنجاب الحكومة.. الأكيد أن هذه الولاية ستعرف عمليات إجهاض حكومية.. وأن التحالفات لن تكون إلا ظرفية.. لأن ما بني على مصالح لن ينتهي إلا بالفضائح..

  

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *