وأنتم تحتفلون بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة… تبحثون وتنقبون من اجل الإحاطة بكل مايتعلق بها من قريب أو بعيد… لا أحد فيكم تذكر أن تلك الكتلة البشرية الضخمة، كانت تحت رعاية طاقم طبي وطاقم متخصص في التغذية والرعاية النفسية، يقوده أحد الخبراء وعلماء الطب الذي قل نظيرهم في العالمين العربي والغربي. إنه البروفيسور الراحل منذ سنة 2005، الدكتور سليمان نجمي، أول عضو مغربي وعربي داخل المنظمة الصحة العالمية.. نجمي ابن مدينة سليمان، والذي كان طبيب الملك الراحل الحسن الثاني، كان المهندس الصحي والغذائي للمسيرة. لم يخرج إلى العلن، من أجل التحدث عن اختراعاته الطبية، ولا إنجازاته التي شهد بها العالم بأسره، يوم عادت 350 ألف نسمة من المغاربة، ذكورا وإناثا سالمين غانمين..بل لقد زاد عددهم بواحد، بعد أن أنجبت إحدى المتطوعات المولودة (مسيرة). التي لكم نأمل أن تظهر للوجود بعمرها الحالي (40 سنة). الذي هو عمر هذه الذكرى الغالية…
جالست هذا الرجل الكبير في علمه وسلوكه وقيمه ووطنيته… وكان قيد حياته مثالا للمغربي المعطاء، الذي وإن تقاعد بعد عمر حافل. فإنه أبى أن يضع سلاح الكفاح والنماء. ليدخل في عدة جمعيات، نذكر منها نحن أبناء إقليم ابن سليمان، جمعية قدماء تلاميذ إقليم ابن سليمان، والتي كان مقرها ببناية محاذية للمسبح البلدي العالق، والتي قام حينها بتجهيزها من ماله الخاص. إضافة إلى ترؤسه منظمة فونديس للتربية والصحة والبيئة التي كان مقرها بالرباط.
انتظرت طويلا من أجل الكشف عن سر كان بيني وبين الفقيد نجمي. فبعد معاناته مع مرض عضال، كان يرغمه على التنقل بشكل دوري إلى فرنسا رفقة زوجته الفرنسية والطيبة، من أجل العلاج. توفي (العزيز على قلوبنا). وأجهض معه مشروع كتاب عن حياته، كنا قد بدئنا الإعداد له. قال لي نجمي قيد حياته، وقبل وفاته بحوالي ثلاثة أشهر، إنه يأمل في أن يدون كل صغيرة وكبيرة عن حياته، منذ النشأة بأرض ابن سليمان، والدراسة الابتدائية والإعدادية بإعدادية زياد و…كما كان يأمل أن يدون حياته المهنية وجولاته ومحاضراته العلمية و … لقد عقدنا جلستين واحدة بضيعته بضواحي ابن سليمان، والثانية بمنزله بالرباط، طبعا بحضور زوجته الفرنسية. وقمنا بتسجيل الصوتي مرتين. واتفقنا على ننهي التسجيل، وأقوم بالتحرير والإعداد للكتاب. وأن يبقى الأمر سرا بيننا إلى أن يطلب زيارة الملك محمد السادس، ويطلب منه الترخيص له بنشر كتابه، طبعا بعد عرضه على جلالته. لكن المشروع لم يتم، بعد رحلة علاج إلى الديار الفرنسية، ووفاته هناك…. لقد سبق للدكتور نجمي أن ألف كتابا شاملا ودقيقا عن المسيرة الخضراء، باللغة الفرنسية، به صور وأرقام ناذرة. وأهداه إلى الملك الراحل الحسن الثاني، وقريبا سأقوم بترجمة الكتاب الذي أهداني نسخة منه، إلى اللغة العربية ونشره في حلقات.
ملحوظة :
كما ترون في الصورة خيرة من نساء ورجال التعليم الثانوي، خضعوا خلال شهر يوليوز من سنة 2005، لدورات تكوينية، تحت إشراف الدكتور (ابروفيسور) سليمان نجمي، وهي خاصة بتكوين مرشدين ومربين في مجال الوقاية من الأمراض المتعفنة المنقولة، وكانت منظمة فونديس للتربية والصحة والبيئة،اختارت حينها ستة أساتذة لمادة علوم الحياة والأرض بمدينة ابن سليمان، خضعوا في الفترة ما بين 12 و22 يونيو، لتكوين مستمرفي مجال تحسيس التلاميذ بأهمية الوقاية من الأمراض المعدية، والناتجة عن تعفنات محيطية. ومنحت شواهد تقديرية لكل المستفيدين والأساتذة الذين سهروا على تكوينهم. وخص رئيس المنظمة والممون الرسمي لكل أنشطتها،البوفيسور سليمان نجمي، الذي نظم حفلا بالمناسبة بمسقط رأسه بمدينة ابن سليمان، على شرف المجموعة المتطوعة، من أجل توسيع دائرة المهتمين بالمجال الصحي الوقائي .