أثار انتباهي وأنا أتابع صباح اليوم الأربعاء، استعراض عناصر الوقاية المدنية بمدينة ابن سليمان، بمناسبة اليوم العالمي لهذه الفئة، لسلسلة من نماذج تدخلات الإسعاف والإغاثة وعمليات إخماد الحرائق.. عرضا خاصا حول مجموعة المتطفلين أو (الطفيليين)، الذين احترفوا (عفن) التصوير. وباتوا يشكلون عوائق كبيرة، ويشكلون حواجز منيعة أمام المهام الموكولة لعناصر الوقاية المدنية وباقي الأجهزة الأمنية. يتزاحمون حول مسارح الجريمة و الكوارث من أجل التقاط مجموعة من الصور وشرائط الفيديو بعشوائية.. لجثث وضحايا وغرقى يحتضرون وسيارات تحترق وممتلكات تتعرض للتلف …عوض الانضمام إلى المجموعة من أجل تقديم المساعدة والتعاون. بل إن بعضهم يتسابقون من أجل أن يكونوا من الأوائل بأماكن تلك الحوادث، ليس من أجل التدخل وتقديم المساعدة، ولكن من أجل الحصول على السبق (التطفلي)، وليس الصحفي. والتباهي بنشره في صفحة على الانترنيت، أو تداوله عبر أنظمة التداول الالكترونية المتعددة..هؤلاء الذين تجدونهم يزاحمون حتى المصورين الصحافيين، ويعرقلون تحركاتهم ويحرمونهم من التقاط صور صحفية مهنية. ليدخل الكل في معركة البحث عن الصور دون اعتبار للضحايا، الذين هم في حاجة إلى الإسعاف، أو الممتلكات التي هي في حاجة إلى الحماية من التلف بسبب صعوبة تحرك عناصر الإنقاذ وسط هذا الكم الهائل من المصورين..
عملية تصوير الحوادث، لا يمكن بأي حال أن تتم كعمليات تصوير نجم أو حدث ما أو حفل أو.. لأن هناك فرق بين أن تقوم بتصوير مشهد ينبض بالحياة، وبين مشهد كل من فيه يحتضر ويتلف..فالمشهد الأول ينتعش ويتجاوب رواده مع المصورين. فيما المشهد الثاني يذبل ويتألم رواده، ويختفون تدريجيا أمام أنظارهم… والواجب الأرضي والرباني يتطلب أولا تقديم المساعدة للشخص أو الكائن الذي يحتاج إليها. بدلا من التفنن في التقاط صور له.. والمساعدة لا تكون بالانضمام إلى طاقم المباشرين على عملية الإسعاف والإغاثة فقط. ولكن يمكن أن تتم بتقديم خدمات من بعيد.. باليد أو الرجل أو اللسان أو القلب أو العقل.. بتقديم الاقتراحات والنصائح والتوجيه و.. وأقلها فسح المجال وخلق الأجواء المساعدة. وطلب المساعدة بكل الطرق المتاحة..
فتحية وتقدير وإجلال لشرفاء وشريفات قطاع الوقاية المدنية بالمغرب، وتحية إجلال لكل شرفاء هذا البلد الذين همهم الصالح العام. والذين يرفعون شعار التضامن والتلاحم ويرفضون شعار التفرقة والتشفي.. وكل عام وأنتم مغاربة أحرار وأبرار.