الرئيسية / ميساج / هواجس الامتحانات الإشهادية..

هواجس الامتحانات الإشهادية..

يستمر البحث عن اللقاحات والأدوية الكفيلة بالتخلص من الظواهر السلبية المصاحبة للامتحانات الإشهادية، تلك الأوبئة المؤثرة في نتائجها والمحبطة للمئات من التلاميذ النجباء والأطر التربوية الجادة والنزيهة. باعتبار أن الامتحانات تعتبر السبيل الوحيد لتقييم مستويات التلاميذ التعليمية، والمعتمدة وحدها في النجاح والرسوب. فمع اقتراب مواعيد تلك الامتحانات الإقليمية والجهوية والوطنية، بمختلف الأسلاك التعليمية، تعم البلاد حالات استنفار وترقب وهلع وغضب، وتوفر الوزارة الوصية تعبئة خاصة بموارد بشرية ومالية ضخمة، معظمها مخصصة لمواجهة تلك الظواهر التي تعود سنويا لتسدي بظلالها على الأجواء المدرسية والأسر والمؤسسات المعنية.. هواجس التسريبات المحتملة والغش في الامتحانات والعنف والنفخ في النقط والتشكيك في التصحيح والأخطاء في الأسئلة… كوابيس تقض مضاجع الوزارة الوصية ومرافقها الجهوية والإقليمية.  رغم كل ما تنسجه سنويا من آليات حديثة غير ذات جدوى للتحسيس والمراقبة والضبط والترصد والزجر..  فقبل الحديث عن مراكز الاعتكاف والأجواء المفروضة على المعتكفين المكلفين بالإشراف على عمليات الطبع والنسخ والتغليف والضبط للامتحانات الإشهادية. حيث يمنعون طيلة فترة الإعداد والاجتياز والتصحيح والإعلان عن النتائج ، من الخروج إلى العالم الخارجي ولا من استعمال  وسائل التواصل الهاتفية و الالكترونية..  . لابد من الإشارة إلى أن من يضع أسئلة الامتحانات هم المفتشون التربيون والأساتذة. وأن لا أحد من هؤلاء معني بالاعتكاف. ولا أحد يستبعد أن تتم عملية التسريب لامتحان أو جزء منه  بطرق مباشرة أو غير مباشرة من خارج فئة الموظفين المعتكفين. وأن الواجب يفرض أن تشكل لجنة الاعتكاف من المفتشين التربويين والأساتذة (حسب المواد الدراسية المعنية بالامتحانات)، وأطر إدارية. يعهد إليها صياغة الامتحانات جماعة داخل مراكز الاعتكاف، وتتبع باقي مسارات الطبع والنسخ والتوزيع لضمان عدم تسريب الامتحانات.                                                                                    وقبل كل هذا لابد من الاهتمام بالبرامج والمناهج التعليمية وجعلها في صلب الحياة المعاشة للتلاميذ، تلبي حاجياتهم داخل المجتمع، ليس فقط من أجل الولوج إلى الشغل. ولكن من أجل جعلها آليات للاندماج والتواجد والتفاعل والإبداع والترفيه في كل مناحي الحياة, لأنه لا يعقل أن يرغم التلميذ على استيعاب دروس، والتخلص منها مباشرة بعد الرد على أسئلة الامتحانات. دون أن تترسخ في ذاكرته وفكره وتنضاف إلى ما لديه من رصيد ورأسمال علمي وأدبي وثقافي وفني ورياضي وأخلاقي.. ودون أن يلمس التلميذ أهداف حقيقية وواقعية من تعلمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *