أبانت جنازة الفقيد زكريا بليغ التي تم تشييعها إلى مثواها الأخير بعد عصر اليوم الخميس في موكب مهيب، عن مدى تماسك سكان المحمدية. ومدى المحبة السائدة بين شبابها. ومدى حبهم وعشقهم للراحل زكريا… دموع وألم وإغماءات الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران… كانت العنوان البارز في هذا الموكب الذي جمع الصغير والكبير والنساء والرجال. ووحد بين كل القلوب. وجعلهم يرفعون أكفهم للدعاء لروح شابة، قادها القدر والإهمال إلى الوداع الأخير، وقد كانت في ريعان شبابها. آلام الفراق والحسرة على ما تعرض له الراحل قيد حياته داخل مستشفى مولاي عبد الله، حركت روح الاحتجاج داخل مجموعة من الشباب، الذين ما إن تم دفن جثمان الفقيد، حتى انطلقوا في مسيرة حاشدة اتجاه المستشفى من أجل التنديد والمطالبة بإنصاف أسرة الراحل. ومعاقبة من كانوا وراء هذا الإهمال.
من جهة أخرى ألم يحن الوقت لإجراء تحريات دقيقة بخصوص الإهمال الذي تعرض له الراحل اللاعب زكريا بليغ داخل مستعجلات مستشفى مولاي عبد الله، لمدة ثمان ساعات من الساعة التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء من يوم أول أمس الثلاثاء. بعد حادث سقوطه من القطار داخل محطة المحمدية، نقل إلى هذا المستشفى الذي بات قبلة للفضائح. الأكيد والمفروض أن الحادث يلزم حضور ممثلي السلطة المحلية والأمن الوطني وإدارة المحطة. مما يعني أن كل هؤلاء على علم بما حدث. والأكيد انه لابد من تحرير محاضر أمنية، وما يعرف ب (الكوسطة). والأكيد انه لابد من البحث في ملابس الضحية من أجل العثور على ما يمكن أن يبين هويته. وأن هاتف الضحية النقال هو الشيء الوحيد المفيد في ذلك. ألم يكن بالإمكان استعمال الهاتف حينها من أجل الاهتداء إلى هويته وأسرته؟… وما مسؤولية جهاز الأمن الوطني في ذلك ؟؟ .. وما مسؤولية إدارة المستشفى ؟؟؟ .. ولماذا لم يتم تسليم هاتف الضحية إلى الأمن الوطني، من أجل فتح الهاتف باعتماد أطر تقنية، عوض الاحتفاظ به ؟؟ .. وكيف أن الهاتف الضحية رن 56 مرة ولم يتم سماعه والرد على المهاتفين وهم أفراد أسرة الضحية وأصدقائه؟ .. أسئلة كثيرة لابد من إيجاد أجوبة لها..