سيدي الرئيس:
إنك اليوم المسؤول الأول والمشرف العام على الشأن المحلي بمدينة ابن سليمان. مدينة لها مؤهلات طبيعية قل نظيرها عالميا. وطقس معتدل يوصي كبار الأطباء بالعيش فيه. تلك المدينة العفيفة الطاهرة بسكانها (الطيبين والطيبات)، تناوب مسؤولون ومنتخبون على استنزاف أموالها وعقاراتها والمتاجرة في عزتها وعذريتها. عاثوا فسادا في مواردها الطبيعية والبشرية. وفرضوا على سكانها الفقر والبطالة والعطالة والطاعة لذيول الاستعمار الفرنسي، والتبعية فيما بعد لأذنابه المستعمرين الجدد المغاربة. حيث سميت ب(كانبولو)، نسبة إلى الحاكم الفرنسي، وسميت ب(القشلة)، بالنظر إلى الثكنات العسكرية التي نصبت بضواحيها بعد الاستقلال. ليعدل اسمها من (ابن سليمان) أو (بن سليمان) إلى (بنسليمان). وتفقد بذلك هويتها المتمثلة في انتساب وقرب سكانها من ضريح الولي الصالح سيدي امحمد بن سليمان. ويبقى السؤال طويلا وعريضا حول هذا الاسم الجديد (بنسليمان) والذي فرضته وزارة الداخلية. خصوصا أن هناك شخصية كبيرة ونافذة لها ضيعة بضواحي المدينة. وتحمل نفس اللقب، واسمها …. طبعا (حسني).
سيدي الرئيس:
لن ندخل في تفاصيل مستواك التعليمي الذي لا يتجاوز السنة الثانية باكالوريا علوم تجريبية. ولن نبحث في مدى قدراتك على تدبير ملفات البلدية، ولا مدى جرأتك على تصفية تلك الملفات والتصدي للمتجاوزين. فكم من متعلمين ومثقفين كبار، صغروا أمام المال والجاه، وتحولوا إلى مسؤولين منحطين، وأنهوا حياتهم في ظلام وعزلة بعيدا عن نظرات وأنفاس المواطنين. لكنك مطالب رفقة أسطولك الذي اخترته داخل المكتب المسير. بوضع مخطط وبرنامج دقيق لتدبير الشأن المحلي للمدينة، تدبيرا شفافا وصارما. تكون فيه الكلمة العليا للحق والعقل، بعيدا عن العواطف والقبلية والقرابة والمساومات. وعليك أن تدرك أنك أنت الرئيس، وأن مهامك محددة الزمان والمكان، ولا يمكن أن تخضع للنزوات والإغراءات، ولا يمكن بأي من حال من الأحوال، أن تبادر إلى إرضاء أي كان من داخل أو خارج مجلسك الموقر. وأن تروض كل أعضاء مجلسك الموقر، وحاشيتك التي ترى أن لها دور في ترؤسك البلدية. وأن تجعلهم يقتنعون بأنه لا يصح إلا الصحيح. وأن الشفافية في التسيير والتدبير هي السبيل الوحيد لتوفير البديل النافع لسكان المدينة. وهي الضامن الوحيد لعودة ثقة المواطنين بمجلسكم. ووضع حد للإحباط الذي يلازمهم. وأن المال الحرام لن يزيد في جسم الآن إلا الأمراض والأوبئة والفتنة.
سيدي الرئيس:
نعلم حق العلم والمعرفة، أنك الآن تحارب بشراسة، وأنك تعمل بحيطة وحذر من القريب قبل البعيد. لأنك ولجت عالما ليس عالمك، ووجدت نفسك مشرفا على رفوف ومرافق، لم تدرها من قبل، ومسؤولا عن بنايات وممتلكات وموارد بشرية، أكيد أنها تفوق مهارتك، وتفوق بكثير الطاقم الذي تشرف عليه داخل شركتك المتخصصة في تمويل الأفراح والأحزان. نعلم حق العلم والمعرفة، أنك تعاني من أقرب مقربيك، الذين يطالبون بالتفويضات والتأشير على ملفات ووثائق وغيرها من المواضيع. ونعلم أن بعض المطالب قد تصل إلى استعمال أساليب الابتزاز أو المطالبة برد الجميل(جميل الدعم الانتخابي). لكننا نعلم انك ستختار النزاهة والحكمة والتأني في اتخاذ القرار. لأن عدم إرضاء زمرة من المنتخبين والموالين لهم، الباحثين عن مصالحهم الشخصية ، لا يساوي شيئا أمام الاستجابة لمطالب السكان المشروعة، والتي تعتبر أمانة ودين في عاتقك. أنت مطالب أكثر أن تحكم ضميرك، والحرص على أن يبقى ضميرا متصلا بالقانون ومراعيا ل56 ألف نسمة من سكان المدينة الخضراء. وتأكد أنه بانفصال ضميرك عما سبق، ستكون كمن سبقوك من الفاسدين، وستشل نمو المدينة ونهضتها. وطبعا ستطيح بهويتك وسمعتك، وستزيد السكان إحباطا فوق إحباطهم. وتزيد من فقدان ثقتهم في كل تغيير أو إصلاح ممكن.
سيدي الرئيس:
إن البلدية التي ترأسها بها موظفات وموظفين أكفاء، ثابروا وجاهدوا من أجل إرضاء المواطنات والمواطنين، رغم قلة التجهيزات وضيق البناية المتصدعة، والمكسوة بالرطوبة والتعفن. لكن تلك البلدية بها كذلك البعض من الموظفين الذين ثارت حولهم الشبهات والشكايات في أكثر من مناسبة،، و بها موظفين أشباح، وجب فضحهم ومعاقبتهم بغض النظر عن هوياتهم وانتماءاتهم . كما وجب الاهتمام بأجور الموظفين وإيجاد طرق شفافة لصرف تحفيزات توازي مجهوداتهم. كما وجب النظر في مشروعهم السكني العالق قبالة مقر نيابة التربية الوطنية. والذي يخص الموظفين والموظفات البسطاء، الذين لا يتوفرون على سكن. وهي الأرض التي تستغل بالمجان من طرف نائبكم الأول كريم الزيادي النائب البرلماني (يا حسرة).والذي يضع فوقها مواد البناء ليبيعها للعموم. كما أن البلدية التي تبرمج وتخطط في التعمير والتصاميم والبيئة، لا تتوفر على مهندسين في التعمير والبيئة. بالتالي فإن مخططاتها وبرامجها غير دقيقة وعشوائية، كما أن مشاركة البلدية في الاجتماعات الإقليمية والجهوية والولائية، تكون دون المستوى، رغم ما يقدمه الموظفون والموظفات المكلفون بملفات التعمير والبيئة من مجهودات. فالبلدية بأطرها مثل الطفل الرضيع، الذي تتم مداعبته من قبل مسؤولي العمالة والولاية ومجلس الجهة، وترويضه على هواهم. وقد أصبح الأمر أسوء، بعد أن أصبح إقليم ابن سليمان تابعا لجهة الدار البيضاء/ سطات. حيث الكوادر والكفاءات الكبيرة. والخوف من ان يتم الحجر على البلدية بسبب ضعف وقصور كوادرها وانعدام مهندسين عاملين بها
سيدي الرئيس:
إن معظم شباب المدينة، يهاجر من أجل البحث عن الشغل أو الوظيفة. في ضل الكساد الذي ضرب المنطقة الصناعية، والبطالة التي زادت من معاناة الأسر. إن مجموعة من المشاريع (شركات، جامعات دولية، حدائق ومنتزهات…)، كانت ستنجز بالمدينة وضواحيها. وإن المستثمرين الذين حلوا بحقائبهم المالية الممتلئة، وملفاتهم الكاملة والواضحة. وجدوا عراقيل وشروط تعجيزية ومفاوضات مشبوهة. جعلتهم يفضلون صرف النظر، وتوجيه مشاريعهم إلى مدن أخرى (برشيد، البيضاء، سلا، مراكش…). بالمقابل فإن البعض ممن ألفوا الاستثمار بالمدينة وضواحيها، وجدوا لهم أدرعا وأوتادا وداعمين مدمنين على تكديس أرصدتهم المالية، تمكنوا من الظفر بعقارات إضافية. ووجدوا راحتهم في توسيع دائرة الاسمنت، وتشييد الصناديق والزنازن السكنية، بدون مرافق عمومية. هذا في الوقت الذي فتحت فيه أوراش البناء العشوائي بعدة أحياء سكنية، وزيادة الطوابق بدون ترخيص. علما أن السبب ليس المواطنين، ولكن غياب تصميم التهيئة الخاص بالمدينة. والذي تسربت كل محتوياته، ولم يتم بعد الإفراج عنه. فمن حق سكان عدة أحياء سكنية زيادة طابق ثان وثالث. لأن الواقع يحتم ذلك، ولا يمكن أن يستمر التوسع أفقيا، علما أنه بالإمكان التوسع عموديا. وأن هذا النوع من التوسع منخقظ التكلفة. ويضمن استمرار التكافل والـتألف بين الإخوة والأخوات. وعلما وأنا على يقين ومتأكد من أن تصميم التهيئة الجديد، يفتح الباب للتوسع العمودي بزيادة طوابق في أحياء (المحمدي، الفرح، الحسني، لالة مريم، النجمة …).
سيدي الرئيس:
لقد تواطأ مسؤولون ومنتخبون عند إحداث منطقة الأنشطة الاقتصادية بضواحي المدينة. حيث تمت المتاجرة في البقع الأرضية، واستفاد منها منتخبين سابقين وموالين لهم، أمام صمت رهيب لكل المعنيين بالأمر. كما تم إيهام الناس، بأن الأمر يتعلق بمنطقة صناعية، علما أن وزير الصناعة والتجارة السابق، الذي وضع الحجر الأساسي للمنطقة، قال جملة واضحة، أفاد من خلالها أن المنطقة هي مخصصة لمحلات (الحدادة والميكانيك والمطالة…)، وطلب حينها إفراغ المدينة من هذه المحلات. لكن ما حصل أن هناك مجموعة من أصحاب المحلات استفادوا وضلوا ينشطون بالمدينة. وبعد أن تقرر تحويلها إلى منطقة صناعية، ضلت العشوائية وضل العبث يلازم أشغالها، وطرق توزيع أراضيها. والنتيجة أن هناك شركات لا تحمل إلا الاسم، ومحلات تحولت إلى اسطبلات للمواشي وتربية النحل، ومنازل سكنية. وكتب على شاباتها وشبانها البطالة والعطالة، رغم ما حصلوا عليه من شواهد عليا ودبلومات في التكوين المهني والعالي. وكتب عليهم الهجرة وترك أسرهم من أجل لقمة الخبز، التي (حرمت) في بلدتهم.
سيدي الرئيس:
إن مدينتكم الصغيرة، تعج بعقول ذكية وشباب مثقفين وبارعين من الجنسين، طاقات واعدة في عدة مجالات ثقافية ورياضية وفنية وجمعوية. لكن كتب عليها الإهمال والإحباط. بعد أن أدار المنتخبون والمسؤولون وجوههم عنهم، وخصوهم بجملة (مطرب الحي لا يطرب). وحولوا بعضهم إلى (سعاية) و(متملقين) من أجل نيل منحة أو دعم. وأصبح لزاما على رواد الثقافة والفن والرياضة الشرفاء، أن يبدعوا خارج المدينة، من أجل فرض إبداعاتهم. وأن يكدوا ويجتهدوا من أجل تدبير مبالغ مالية هزيلة من أجل التنقل والمشاركة والتنظيم…فأرجوا ألا تغرد مثلهم خارج السرب السليماني… إن سرب الحمام والصقور الذي شرف المدينة في عدة محافل يحملك مستقبله، بعدما ضاع جزء من ماضيه وحاضره.
سيدي الرئيس:
لقد فتحت مكتبك بمقر البلدية، حاملا شعار (أنا رهن إشارة السكان). وتواضعت مع باقي أعضاء مكتبك، الذي أصبحوا لا يفارقون كراسي مكتبك. لكنك نسيت أن عملية (الفتح) أو (الإغلاق) لها شروطها وقواعدها وأسسها. إذ لا يعقل أن يتحول مكتبك إلى شبه (جوطية)، حيث الكل يتحدث ولا أحد يستمع. وحيث يغص مكتبك بمواطنين أتوا من أجل قضاء مصالحهم، وآخرون أتوا من أجل (الطلبة والسعاية)، ومن أجل توصية ما أو الظهور أمام جيرانهم أنهم (صحاب الرئيس). أتمنى أن تكون إقامتك الدائمة والمستمرة داخل مكتبك، فرصة للتعلم والوقوف على كل ما يجري ويدور في رفوف مكاتبك. وأن تكون فرصة لمتابعة من فوضتهم التوقيع مكانك، على ملفات وخدمات ووثائق تخص السكان. وأن تنصت لشكايات المواطنين، وتبحث في حقائقها بجدية. وأن تعمل على القيام بزيارات مفاجئة لمكاتبك المحلية والفرعية. والبحث في ملفاتها. والتجوال في المدينة للوقوف على حاجيات المدينة من إنارة ونظافة وتسريح للملك العمومي والأرصفة. فإن من الحشمة والعار أن نصادف عامل الإقليم مصطفى المعزة بأزقة وشوارع المدينة، وأمام أوراشها المفتوحة. ولا نجد رئيس البلدية. وهذا ما كان يعاب على الرئيس السابق خليل الدهي. الذي كان دائم الغياب عن البلدية. وكانت هذه الأخيرة تحت رحمة لوبي من الأعضاء المفوض لهم من طرفه. نتمنى أن تكون البديل الإيجابي. وأن تؤكد لمؤيديك ومعارضيك أحبابك وأعداؤك أنك رئيس فعلي وفاعل لكل السليمانيين.
سيدي الرئيس:
إن سكان مدينتك يعانون من البطالة وعشوائية الأسواق، والاحتلالات المتكررة للأرصفة والأزقة. ومن الانقطاعات المتكررة للكهرباء وارتفاع الفاتورات. والانقطاعات المتكررة للماء الشروب، وتلوثه وتعفنه في عدة فترات، وارتفاع الفاتورات. ومن الأعطاب المتكررة لأضواء الإشارة، وعشوائية علامات التشوير، وكثرة الحفر، وإهمال بعض الحدائق. كحديقة لالة مريم التي تحولت ليلا إلى مرتع للمنحرفين واللصوص، ونهارا إلى قبلة للتلاميذ العشاق. والحديقة مجهولة الاسم التي تتواجد خلف مقر دائرة ابن سليمان، والتي لم يعد لها أثر، بعد أن تحولت إلى مرآب للسيارات والشاحنات والهياكل المعطلة. ومربط للحمير والبغال. وفضاء لنشر غسيل سكان المنازل السفلية المجاورة. كما يعانون مع النقل اتجاه المحمدية، حيث الكليات والمعاهد والعيادات الطبية ومحطة القطار. بإمكانكم أن تخففوا من معاناتهم، بالدفع نحو التخفيض من ثمن التذاكر، والبطاقة الشهرية، ووضع حد للإزدحام والتدافع والكلام الساقط الذي يتلفظ به بعض السائقين والمراقبين. كما بإمكانكم أن تفتحوا الباب في وجه المستثمرين الذي يريدون بناء الجامعات والمصحات والمنتزهات. بل أنتم مطالبين بالبحث عن هؤلاء المستثمرين، وتحفيزهم بتخفيض سومة الأرض باتفاق مع الأملاك المخزنية، التي يقضي موظفوها أيامهم في تصنيف الأراضي العارية، وتخزين ملفاتها، إلى حين ظهور لوبيات العقار. الذين لا يهمهم سوى البناء والبيع، ثم إعادة البناء والبيع. وتسهيل المساطر. كما أنتم مطالبين بمعارضة أية مشروع لا يخدم المدينة وسكانها.
سيدي الرئيس:
بما أنك ابن المدينة، وأول من يحضر أفراحها وأحزانها بأسطولك الكبير والمتنوع. فإن تدرك حق الإدراك، كيف يمضي سكان صيفهم وشتاءهم.
تعرف طبعا أن أمطار الشتاء لازالت تغرق بعض الأزقة وتغمر بعض المنازل، وتقلب مواجع بعض الأسر، حين تفيض عليهم وهي ممزوجة بمياه الوادي الحار. وتعرف أن عجائز وشيوخ المدينة الفقراء، يعانون من البرد والتسربات المطرية والجوع. ومعهم مجموعة من المتشردين والمتشردات الذين يتم القذف بهم نحو أزقة وشوارع المدينة دون أدنى رحمة أو رأفة. وتعرف جيدا أن المدينة ليس بها دار للعجزة. وأن البناية المتصدعة التي تحضن بعض الشيوخ والعجائز المرضى بالقرب من الحي الإداري، هي بناية متصدعة، وأن أنها تأوي أناس يحتضرون يوما بعد يوما. فلا تكن كسابقيك، حيث تم وضع الحجر الأساس لبناء دار العجزة مرتين دون أن يتم تشيدها. في المرة الأولى بالحي المحمدية بالقرب من المستوصف الصحي. وضع الحجر الأساس وزير سابق بحضور عامل سابق ورئيس بلدية سابق. وبعد سنة، تحولت إلى بقع سكنية، وتم توزيعها على الموالين لهم. بل إن أول مشروع في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كان هو رصد مبلغ 50 مليون سنتيم لتهيئة قنوات الصرف الصحي للمحتلين.
وتعرف أن صيف المدينة، يكون من أطول فصول الصيف في المغرب لدى الشباب والأطفال، بحكم الفراغ الذي يعيشونه. المسبح البلدي بحي الحدائق (الجرادي) مغلق حتى إشعار آخر. ووزارة الشباب والرياضة تستغلنا عن طريق مندوبيتها ، وتحصل على شراكات مع البلدية، من أجل بناء وتهيئة وصيانة مركزين للقرب بحي لالة مريم وبجوار ملعب الحسنية، وقاعة مغطاة. البلدية تؤدي مصاريف استهلاك الماء والكهرباء و… إلا أن الوزارة تدرج المشاريع الثلاثة ضمن مشاريعها الخاصة، وتجعل الولوج إليها بالمقابل. بل غنها تؤسس جمعيات مشبوهة وغير قانونية لاستخلاص الأموال. جمعيات كان لزاما أن يكون من بين أعضاءها فعاليات من المجتمع المدني. أما مركب ألعاب القوى فلا أحد من المدينة أو الإقليم يستفيد منه. إلا طبعا بعض فترات التدريب التي يجود بها مدير المركب. ونحن على مشارف إحداث مركب ثقافي، فهل سيتم استغلاله كذلك من طرف وزارة الثقافة، وفرض شروط تعجيزية لإبعاد مثقفي ومثقفات المدينة. فالوزارة لم تعرف إلى حد الآن بأن هناك مدينة اسمها ابن سليمان، بدليل أنها لم تبادر حتى لجعل تلك البناية التي تحمل (دار الثقافة)، إلى دار للثقافة بالمعنى الحقيقي، وتعيين مدير عليها، وليس موظفا مكلفا بالإدارة. ف(دار الثقافة) ابن سليمان، لا تدخل ضمن دور الثقافة الموثقة لدى الوزارة الوصية. ولازالت تعتبر ملحقة ثقافية فقط. علما سيدي الرئيس أن البناية هي من مالية جماعتكم وضمنها بعض من موظفيكم.
سيدي الرئيس:
لقد تمكنت من القفز إلى منصب الرئاسة، بعد أن حطمت الرقم القياسي في عدد أعضاء المستشارين الفائزين بحصة 12 عضوا. وتمكنت من كسر شوكة شخصيتين نافذتين بالمدينة، ويتعلق الأمر ب(كريم الزايدي وخليل الدهي). وجعلتهما يسارعان إلى التفاوض معك، والقبول بك رئيسا عليهما رغم أنفهما. علما أن كلاهما كانا يعتبران أنهما المتنافسين الوحيدين على منصب الرئاسة. لكن بالمقابل لا تنسى أنك اصطحبت معك جيشا من الأعضاء غير متمرسين على العمل الجماعي ولا السياسي، وأن هذا الجيش سيجعلك تعاني الأمرين، مع اقتراب كل دورة من دورات الجماعة. وسيجعلك تعيش أياما عصيبة ومخاضا أليما، ناذرا ما سينتهي بإنجاب مشروع ما. فأتمنى أن تروض جيشك على العمل السياسي والجماعي، والالتزام بالأخلاق والمصداقية. وأن يقنعه بأن 112 ألف عين ترصده. وتتابع خطواتهم. وأنها لن تتردد في كشف كل ما يضر السكان والمدينة. وتأكد أن الشفافية والمصداقية طعمها أحلى ولكم مني هاذين البيتين الشعريين اللذين كتبتهما عندما كنت في أتابع دراستي في السنة الختامية باكالوريا.
سمة العقل الشرف… إن غاب عنه انحرف ..
ذبل الحق وانجرف… وعاش الباطل في ترف
لقد نصحت ووفيت نتمنى ان يجد نحليلك وتنبيهاتك الاذن الصاغية لدى الرئيس وكل من يعنيه الامر . الله يعطيك الصحة . لحبابي