علم موقع بديل بريس أن وعكة صحية أصابت هذا المساء الفنان والكوميدي جواد السايح أثناء تواجده بمدينة كلميم. تطلبت إحالته على غرفة العمليات لمستشفى محلي من أجل إجراء. عملية جراحية مستعجلة.. ولم يتم التوصل بعد إلى حقيقة مرض السايح. وأسرته تدعو له بالصحة والسلامة وتأمل في أن يحظى بالرعاية اللازمة داخل المستشفى..
وهذه مقالة عن جواد السايح الممثل والإنسان لمن يريد أن يطلع على شخصيته وواقع حياته
أشرف الممثل والكوميدي جواد السايح على عقده الخامس دون أن يتمكن من توفير مبلغ مالي لاقتناء شقة تحضن أسرته، المكونة من زوجته وأبنائه الثلاث. ولا أن يستجيب لحاجياتهم ومطالبهم اليومية التي تزيد يوما بعد يوم. لم تكن عائدات عمله الفني في المسرح والتمثيل التلفزيوني والسينمائي، ولا حتى تعويضات بعض الحفلات والسهرات والمهرجانات التي كان يتلقاها بين الفينة والأخرى، كافية لتدبير بديل لمسكنه العشوائي الضيق الذين بناه فوق سطح منزل والديه .بعين الشق بالدار البيضاء. حيث يزاحم باقي أشقائه. ولا حتى توفير المال لكراء سكن لائق. فقد عانى كثيرا من أجل تدبير مصاريف الأسرة، من تغذية ولباس وعلاج ، تضاف إليها متطلبات أبنائه ( صفاء، المهدي، عبد الله)، الذين لازالوا يتابعون تعليمهم بالتعليم الابتدائي والإعدادي والتأهيلي على التوالي. نجم الكوميديا المغربية يعاني بين مطرقة المداخيل المالية الهزيلة، وسندان المصاريف المختلفة. تضاف إليها معاناته مع مرض ناذر ، حدا من تحركاته. فقد كشف السايح في تصريح لبديل بريس أنه يعاني من مرض غريب. حيث أن جسم المتحدث، ودونا عن باقي البشر، لا يتعرق ( ماكايعرقش). وأن جسده لا يفرز أي عرق أو سائل آخر. رغم تعرضه للحرارة أو ممارسته تمارين رياضية عفوية، أثناء التداريب التمثيلية أو التحركات اليومية العادية. بل إنه يضطر في الكثير من المناسبات إلى رش جسده بالمياه من أجل إستقرار وتوازن درجة الحرارة داخل جسده. وهو ما يجعله لا يقوى على المكوث بالمناطق الحارة والجافة. ولا يقوى على ممارسة الرياضة. ويأمل أن يجد علاجا لمرضه، الذي أصبح يهدد حياته، مع تقدمه في السن. خصوصا أن المرض يمكن أن يعرض بعض أعضاء جسمه إلى الضرر والتلف. كما أن الممثل المحبوب بحركاته ورقصاته الساخرة، يخفي سرا ثانيا، كشفه للأخبار. حيث أنه لم يسبق له أن حصل على طاقم أسنان طبيعي منذ ولادته. وأنه عاش حياته بلا أسنان، وتمكن من التكيف مع وضعه الناذر، وتدبير أموره في التغذية (المضغ والهضم). قال السايح إن مداخيل العمل الفني قلت بكثير، وأنه ناذرا ما تتم المناداة عليه، بالإضافة إلى تقلص عدد المهرجانات التي تعتمد على الفن الساخر. وترسيخ أساليب المحسوبية والزبونية في انتقاء الفنانين. وهو ما أثر بشكل كبير على وضعه الاجتماعي، وزد من معاناة أسرته. يأمل السايح أن ينتبه المسؤولون في التلفزيون المغربي إليه، وأن يقترحوا عليه أعمالا فنية في المستوى وبأجور معقولة. عوض التعاقد مع نفس الوجوه ونفس الشركات. منتقدا أسلوب الإقصاء الذي يتعرض إليه رفقة مجموعة من الفنانين والفنانات المميزين. كما يأمل أن يحصل على سكن مستقل بعيدا عن منزل العائلة (الورثة). لا أحد ينكر أن السايح كان بمثابة الملح التي يحتاجها المخرجون، من أجل إنجاح مسلسلاتهم ومسرحياتهم. باعتباره من الفنانين القلائل الذين يجيدون الإبداع والارتجال وصنع الإضافات بعيدة عن النصوص والسيناريوهات. لعب السايح أدوارا طلائعية في المسرح المغربي، فقد تألق مع مسرح الحي إلى جانب ممثلين كبار (الخياري، بكر، خاي، عاجل وفولاد…) بمسرحيات(حسي مسي، شرح ملح، عين باين، حب وتبن، القضية في البرقية). وزاد تألقه مع مسرح في مسرحية (حدو قدو). وإحداثه لأول ثلاثي كوميديي (تريو) مع (سروتي الشرقي ومحمد الشركي). كما أنه أخرج عدة مسرحيات (مرات والوزير ، كلها وهمو ، مشا ما جا ). وشارك في ثمانية أفلام سينمائية والتلفزيونية، وعشرات المسلسلات التلفزيونية. بالإضافة إلى عشرات السيتكوم، السكيتشات. احترف العمل الفني سنة 1989. ولازال يبدع رغم الإكراهات المالية. شخصية السايح كانت ولازالت تشكل استثنائا وسط زملائه الفنانين، بالنظر إلى طبيعة سخريته وهيئته الجسمانية التي يوظفها بانسجام تام مع المواضيع الاجتماعية التي يجسدها سواء فوق الخشبة المسرحية أو في مشاهد تلفزيونية أو سينمائية. يشهد له الكل بسهولة تجاوبه واندماجه وتشخيصه لكل الشخصيات التي عرضت عليه. وقدرته على إطفاء بصمات إضافية تزيد من قوة إثارتها وجاذبيتها.