نبض الشارع

وفاة أم عازبة ومولودها بسبب الإهمال وغياب طبيب مولد بمستشفى ابن سليمان الضحية : طالبة سياحية وعاملة بمطعم طردها زوج أمها بعد حملها من دركي بالمطار

أثارت فاجعة وفاة أم عازبة ومولودها أول أمس الأربعاء بسبب تعرضها لنزيف دموي حاد وانعدام طبيب مولد داخل قسم الولادة بالمستشفى الإقليمي الوحيد بابن سليمان، استياء وغضب ساكنة المنصورية مسقط رأسها، وكذا الطاقم الطبي الذي فشل في تيسير ولادتها، والذي تعذر عليه تحديد فصيلة دمها وإسعافها بدماء بديلة. وكانت الفتاة  (ف،س) ابنة ال21ربيعا، قيد حياتها طالبة بمعهد السياحة بابن سليمان، وعاملة بالموازاة في أحد المطاعم الصغيرة بالمدينة. وقد علمت الأخبار أن الضحية حلت رفقة قريبة لها،بالمستشفى ظهر يوم الثلاثاء الماضي، وقد تم الاحتفاظ بها في إحدى غرف الولادة، بعد أن تم فحصها، وتأكدت المولدة أن موعد الولادة لم يحن بعد. إلا أن آلام المخاض تضاعفت ليلا، فقرر الطاقم الطبي في غياب طبيب مختص، محاولة إنقاذ الضحية. وتيسير ولادتها. لكن جنينها الذكر ولد ميتا، كما تعرضت الضحية لنزيف دموي حاد، دون أن يتم تحليل فصيلة دمها، وإمدادها بكمية أخرى من الدم. ليتم نقلها بعد حوالي ساعتين إلى مستشفى ابن سينا، حيث توفيت قبل ولوج غرفة الإنعاش. وكشفت مصادر الأخبار أن مدير المستشفى في عطلة منذ فاتح غشت، وكذا الطبيب الوحيد المختص في أمراض النساء والذي وإن وجد، فإنه يعمل فقط خلال فترات العمل العادية( من 8 إلى 4,30). كما أن المستشفى يتوفر على كمية كبيرة من الدم الذي يتبرع به ساكنة الإقليم في عدة مناسبات، كما يتوفر على مختبر لتحديد فصيلة الدم. إلا أن الطبيبة المداومة في قسم المستعجلات، لم تجد بدا من التوقيع على نقل الضحية إلى الرباط. وفي ضل غياب سيارة الإسعاف داخل المستشفى من بين ثلاث سيارات مخصصة لنقل المرضى. فقد اضطرت الضحية الانتظار والتعرض لنزيف أكثر، أدى إلى وفاتها بالرباط. وكان المسؤول الإداري بالمستشفى أخبر المصالح الأمنية بقضية الأم العازبة، بعد أن وضعت ولدا ميتا. حيث انتقلت عناصر أمنية إلى غرفة الضحية التي كانت تنتظر نقلها إلى الرباط. فتم دردشة خفيفة معها، أكدت أنها ضحية دركي سابق بمطار ابن سليمان، كان قد وعدها بالزواج في حال تخلصها من الطفل. موضحة أنها كانت تود إنجاب الطفل وتسليمه لأي زوجين يرغبان في تربيته. ولم يعرف بعد هل حمل الضحية كان بسبب تعرضها للاغتصاب أو استدراج وإغواء من طرف الفاعل الذي أدلت باسمه الشخصي. كما أن مصادر الأخبار أكدت أن الضحية يتيمة الأب، وأنها كانت تقطن بمنزل قريبة لها بالحي الحسني، بعد أن غادرت بيت أمها المتزوجة برجل ثان، مكرهة بسبب حملها.  وحمل أحد المنتخبين إدارة المستشفى وفاة الضحية وابنها، وطالب بالتحقيق في القضية، وفي الخدمات دون المستوى التي تقدمها بعض أطر المستشفى. وأشار إلى أن الوزارة نقلت طبيبا مولدا من أجل متابعة التكوين الإداري، إلا أنها لم تعوضه بطبيب مولد ثان. وأنها تتعامل مع المستشفى كما أن لديه طبيبان مولدان. كما أنها تعتبر أن للمستشفى ثلاث أطباء جراحين، علما أن المستشفى ليس به إلا طبيب جراح واحد.

  ونفى مسؤول بالمستشفى فضل عدم الكشف عن هويته، أن تكون الوفاة بسبب الإهمال، وقال إن الفتاة العازبة دخلت المستشفى في وضعية صحية صعبة، ورفضت الانتقال إلى مستشفى ابن سينا بالرباط ، وأصرت على الولادة داخل المستشفى. موضحا أن الطاقم المولد فعل ما في جهده من أجل تيسير ولادتها، إلا أنها وضعت رضيعا ميتا. وتعرضت لنزيف حاد تطلب نقلها إلى الرباط. وأضاف أنه تم انتظار سيارة إسعاف المستشفى التي كانت في مهمة بالرباط، والتي نقلتها بعد 45 دقيقة من الانتظار. وأكد المسؤول أن المستشفى لا يتوفر على طبيب أمراض النساء، بعد أن خرج الطبيب الوحيد  في إجازة (كونجي) طيلة الأسبوع الجاري، كما أنه يعمل خلال فترة العمل الوظيفي العادي فقط.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى