الرئيسية / نبض الشارع / إلى متى ؟؟ … ابن سليمان.. المدينة التي تأكل أبنائها باسم وهم الاستثمار والتنمية

إلى متى ؟؟ … ابن سليمان.. المدينة التي تأكل أبنائها باسم وهم الاستثمار والتنمية

تحولت مدينة ابن سليمان التي لقبها الملك الراحل الحسن الثاني بالمدينة الخضراء، إلى مقبرة لسكانها. وتحولت معها أحلام الشباب إلى كوابيس. مدينة المقاهي التي تنبت بكل زقاق وشارع، كالأعشاب الضارة وسط الحقول. أصبحت حدائقها زنازين ومصحات مفتوحة، يرغم المعطلون والمحبطون إلى الانزواء داخلها، للتخفيف من معاناتهم. لم تعد المدينة قادرة على احتضان أطفالها وشبابها. كتب على الآباء والأمهات استنزاف ما تيسر لهم من موارد مالية، من أجل فك الحصار المضروب على أبنائهم وبناتهم، وإنعاشهم، والمغامرة بما تيسر من أجل تمكينهم من التربية والتعليم والتكوين.. وبعدها في فترات الصيف، بتمكينهم من المشاركة في  بعض فترات التخييم التي تشرف عليها جمعيات من المجتمع المحلي، أو بمدهم ببضعة دراهم من أجل التغذية والتنقل اليومي على متن حافلات الموت في اتجاه شواطئ المدن المجاورة . كما سيرغم بعض الأطفال من المدينة والإقليم ككل صيف،على السباحة في البرك المائية ومجاري بعض العيون (الشعرة، السفيرجلة)، لتعذر التنقل إلى المدن الشاطئية المجاورة (بوزنيقة، المنصورية، المحمدية).فالمدينة تعيش أزمة اقتصادية مزمنة بسبب فشل مشروع المنطقة الصناعية، التي تحولت إلى مساكن واسطبلات ومخازن سرية للمواد الفاسدة. تلك الأزمة التي أنهكت جيوب الأسر، وزادت من حدتها مع تزايد عدد الشباب العاطلين، من ذوي المهن والحرف والشواهد الجامعية العليا.

فإذا استثنينا ما يبصم عليه سنويا مجموعة من المثقفين والفنانين والرياضيين بمجهودات شخصية.. من تألق وعطاء وإبداع وطني ودولي.. والذي تحاول جهات الركوب عليه بالتقاط الصور معهم والظهور بمظهر الداعم لهم… فإن المدينة تقود سكانها ومعها باقي سكان الإقليم إلى الهاوية.. السطو على عقار الدولة والخواص والأراضي المسترجعة والملك البحري.. وتدمير الأراضي الفلاحية والغابوية والشواطئ..   لا جديد بها.. لا تنمية.. لا أمل في المستقبل.. كل ما هناك مقاه  ومقاه.. محلبات .. جمعيات يلهث أصحابها وراء المنح .. احتلال للملك العمومي.. سيارات الأجرة تحتل كل الشوارع .. وكوتشيات يقودها أطفال معظمهم مدمنون على المخدرات والخمور..  إلى متى ؟؟

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *