الرئيسية / جرائم و قضايا / الباخرة السورية ذات العلم التنزاني تقود الأجهزة المغربية إلى صيد ثمين تفكيك شبكة دولية لتهريب المخدرات داخل صفائح الرخام واعتقال 15 شخصا من سوريا وليبيا والمغرب

الباخرة السورية ذات العلم التنزاني تقود الأجهزة المغربية إلى صيد ثمين تفكيك شبكة دولية لتهريب المخدرات داخل صفائح الرخام واعتقال 15 شخصا من سوريا وليبيا والمغرب

تمكنت الأجهزة الأمنية المغربية المكلفة بتتبع قضية الباخرة السورية ذات العلم التنزاني، أول أمس الثلاثاء، من تفكيك شبكة دولية لتهريب المخدرات مكونة من 15 شخصا، يتزعمها مغربي من منطقة كتامة. ضمنها طاقم الباخرة المكون من تسعة سوريين، بالإضافة إلى ليبيين اثنين وثلاثة مغاربة، وهم صاحب شركة لصناعة الرخام وسائق تاكسي صغير وسيدة متزوجة ضبطت في فراس أحد الليبيين بالصدفة. وأحبطت بذلك عملية تهريب ثلاثة طن من مخدر الشيرا كانت معبئة وسط صفائح الرخام بميناء البيضاء. وتأكد رسميا أن الباخرة المشبوهة لا علاقة لها لتنظيم داعش ولا بتجار الأسلحة النارية. فقد أبانت عناصر الدرك الملكي المركزي والإقليمي بالمحمدية بتنسيق مع جهاز الديستي والبحرية الملكية عن كعبها العالي، وتمكنت من فك طلاسم الباخرة، التي كاد طاقمها أن يفلت منهم يوم الأحد الماضي، بعد أن أخلي سبيله من أجل مغادرة المياه الإقليمية، لانعدام أدلة كافية تثبت أن الباخرة كانت تقل مخدرات. ولو أن بعض العينات التي أخذت من أماكن مختلفة من الباخرة، أظهرت تواجد آثار مخدرات. إلا أن اعتماد الأجهزة الأمنية على عدة أساليب علمية متطورة، مكنها من تتبع ورصد كل المكالمات الهاتفية التي كان يتلقاها أو يجريها طاقم الباخرة وقائدها. وقد تم رصد الباخرة التي كانت في طريقها لمغادرة المغرب، وهي تعود إلى مياه البيضاء، بعد أن كانت قد تعدت مياه إقليم العرائش. وتبين أن قائدها تلقى مكالمة هاتفية من البيضاء. اتضح فيما بعد أنها مكالمة من مواطن ليبي، أخبره بالعودة إلى مياه البيضاء والتوقف في انتظار إنهاء عملية شحن البضاعة المتفق عليها. وكانت الأجهزة المغربية سجلت عن طريق شبكة الهواتف النقالة، عدة مكالمات دارت بين أعضاء من طاقم الباخرة وأشخاص من المغرب ضنها مكالمة الليبي الذي كان يتحدث باستعمال هاتف بأرقام غير مسجلة لدى شركة الاتصالات. وبينهم أحد الأشخاص الذي يتوفر على أرقام هاتف مسجلة باسمه لدى شركة اتصالات المغرب. ويتعلق الأمر بسائق تاكسي صغير يقطن بضواحي البيضاء. حينها قامت عناصر الدرك الملكي المحمدية بتعقب الباخرة واعتقال طاقمها مساء الأحد الماضي.  وتمكنت من رصد مكان سكن سائق التاكسي، وإيقافه، حيث أفاد أنه على معرفة بالمواطنين الليبيين، وأنه هو من يتبضع لهما كل ما يتعلق بالمواد الاستهلاكية. وقاد العناصر الدركية إلى منزلهما في شقة بعمارة بعين الذئاب. حيث تم اقتحام المنزل، وضبط الليبيين، أحدهما كان رفقة خليلته وهي سيدة متزوجة. كما تم الاهتداء إلى زعيم الشبكة، ويتعلق الأمر بشخص يقطن بمدينة فاس وينحدر من نواحي كتامة، وقد قامت العناصر الدركية بالأنتقال رفقته من البيضاء إلى مسكنه بفاس حيث تم العثور على مبلغ يقارب 200 مليون سنتيم عملة مغربية. اتضح أنها عربون صفقة تهريب ثلاثة طن من مخدر الشيرا، والتي كانت ستنقل على متن الباخرة السورية، وكان سيتكفل بها الليبيين. لتمريرها إلى السوريين. كما كشفت المجموعة على طريقة تخزين وإخفاء المخدرات قبل تعليبها ومحاولة تهريبها، حيث أوضحت مصادرنا أن الشبكة تعتمد على أحد أفرادها وهو صاحب شركة لصناعة الرخام. وأن زعيم الشبكة يعمد بتعاون مع الليبيين على دس المخدرات بإتقان داخل الرخام الذي يتم تصديره إلى الخارج. وقد تم الكشف عن هوية ومكان تواجد صاحب شركة الرخام الذي تم اعتقاله كذلك. وينتظر أن تكون العناصر الدركية قد أوقفت ليلة أول أمس الثلاثاء شخص آخر بمدينة فاس، كما يتم تفتيش منزل شخص ثان مشتبه في تورطه في القضية.                                  ويذكر أن الباخرة كانت قد أبحرت فوق المياه الإقليمية المغربية لأزيد من 23 يوم، قادمة من سوريا ومرورا بلبنان وسوريا، وتم اكتشافها من طرف البحرية الملكية بالقرب من شاطئ مهدية حيث توقف لمدة ثلاثة أيام. قبل أن ترصدها البحرية الملكية، ليتم اقتيادها إلى ميناء المحمدية من أجل التفتيش، بحكم أن ميناء مهدية ضيق. حيث لم يتم العثور بالعين المجردة على أية أدلة أو آثار لمخدرات أو أسلحة. وتم أخذ عينات من داخل الباخرة من أجل استجلاء حقيقة عمل طاقمها. إلا أن العثور على آثار مخدرات، لم يكن بالدليل القوي على أن طاقمها يتاجر في المخدرات، واحتمال أن يكون أحدهم مستهلكا لها. وهو ما أدى إلى تسريح الباخرة وإخلاء سبيل طاقمها. على أساس الإبقاء على عملية الإنصات والترصد لكل المكالمات الهاتفية التي كان يتلقاها أو يجريها طاقم السفينة وقائدها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *