الرئيسية / السياسية / المحمدية: السكان بين مطرقة التهميش وسندان قرار الاغلاق

المحمدية: السكان بين مطرقة التهميش وسندان قرار الاغلاق

فجأة  استفاقت اللجنة الاقليمية لليقظة بعمالة المحمدية من سباتها العميق لتقرر اغلاق مدينة المحمدية. علما أن سكان مدينة الزهور  والجماعات الترابية الخمس التابعة للعمالة. عاشوا ويعيشون جحيم العزلة والاغلاق منذ ازيد من سبعة أشهر. بسبب انعدام التواصل بين لجنة اليقظة والمجتمع المدني وباقي القطاعات الحيوية بالعمالة.
القرار الذي  نزل كالصاعقة على الفضاليين الملتزمين بالاجراءات احترازية أكثر من تلك التي تفرضها الدولة.. هؤلاء الواعون أكثر من ممثلي السلطات ومسؤولي قطاع الصحة بخطر  فيروس كوفيد 19. والذين سبق وخرجوا بمبادرات لم يكن المسؤولون يحلمون بها.  مبادرات في التحسيس والتوعية ودعم الفئات المتضررة. ومبادرات في التنظيف والتزيين للازقة والشوارع والحدائق. ومبادرات لتسهيل عمل ممثلي السلطة والمنتخبين… هؤلاء ظلوا مغيبين طيلة فترة الجائحة والى حدود كتابة هذه السطور. يعيشون في وسط لا يعلمون شيء عن واقع الصحة به. بدون ادنى تفاصيل عن مستجدات ومتغيرات الوباء محليا واقليميا. يفاجأون  بقرار عاملي يقضي   باغلاق المدينة  وسجن أحياء سكنية.. بناء على تقارير لجنة اليقظة  التي لا تواصل لها مع السكان.
ان كان عامل الاقليم ومعه كل ممثلي السلطة ولجنة اليقظة  يهتمون بشؤون السكان فعليهم اشراك الموطن الفضالي في تدبير جائحة كورونا عبر :
أولا : نشر  يومي للمستجدات النشرة الوبائية بالاقليم
ثانيا : تعيين مندوب للصحة بدل تكليف طبيب بتسيير المندوبية مؤقتا لحوالي سنتين
وهل يعلم عامل المحمدية ان وزارة الصحة تفتح الان وللمرة الرابعة مباراة الترشح لشغل منصب مندوب الصحة بالمحمدية. وان لا أحد تقدم  للمباريات الثلاثة السابقة..  فما السبب يا ترى؟  .. لأن المنصب من الجانب المهني يعتبر  من اهم المناصب في المغرب… فماهي اسباب التهرب منه؟؟؟ .
ثالثا :  تراب عمالة المحمدية يعتبر مشتلا للكفاءات  والطاقات البشرية الواعدة.  وخزانا للكوادر  والأطر  المهنية الجادة.. فلماذا  لا يتم اشراكها في كل نقاش او مبادرة ترمي الى تنمية الاقليم والمدينة. ؟؟ .
ان عدم تجاوب وتفاعل وتواصل السلطات المحلية والاقليمية مع الساكنة. وعدم نشر مستجدات فيروس كورونا المستجد يوميا محليا واقليميا.. تسبب في حالات هلع وخوف واحباط دائمين لدى العديد من  الساكنة..  وزاد من معاناتهم المالية والصحية والنفسية.
والقرار  الأخير  يدخل في اطار  القرارات المتسرعة غير  ذات جدوى.
صحيح ان عدد المصابين بكورونا بتراب عمالة المحمدية عرف ارتفاعا مهولا منذ 17 من شتنبر وحتى يوم 20 من نفس الشهر . اذ سجلت تلك الايام الاعداد التالية على التوالي (52  58  77  29  ). لكن هذا القرار لم يصدر الا يوم 21شتنبر  الذي سجلت فيه 5 حالات اصابة فقط. قبل ان تعود لتسجل امس الثلاثاء37  حالة.
كما أن قرار اغلاق احياء سكنية بكاملها اعتبر من طرف عدة فعاليات محلية قرار ا  متسرعا وغير  مبني على أسس.. اما كان للجنة اليقظة وقبل لن تصدر قرارها داخل غرفة مغلقة او ريما عبر الهواتف او اجتماع خفيف عن بعد. ان تنظم ندوة صحفية تبرز فيها  اسباب ودواعي تلك الاجراءات الصارمة والمقيدة للحركة.؟؟ .
وما راي الاطباء في قرار  يقضي باغلاق الاماكن العامة المفتوحة و(المشمسة) ويسمح باستمرار فتح المحلات المغلقة التي تسهل تنقل الفيروس .
كيف يعقل ان تغلق الحدائق والفضاءات العامة
وتفتح المحلات  والمطاعم  والمقاهي  حتى الحادية عشر ليلا..
نعم للحركة الاقتصادية والانتعاش الاسري.. ولا ننسى ان الصحة تاج فوق الاحصاء  لا يرونه الا نزلاء المستشفيات وسجناء الحجر الصحي والمنزلي…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *