الحلقة 3 من سلسلة ذكرياتي:
نمط العيش كان بسيط جدا بحيث ان خلال الستينات وحتى بداية السبعينات لم يكن في قريتنا وجود لاي قنينة غاز ولا كهرباء ولا هاتف ولا تلفزة،
=> بالنسبة للطبخ والطهي كان الناس يعتمدون على الفحم والحطب وأحيانا جدور توزالة التي كان يأتي بها أناس من “بني ورا” على ظهور الجمال (شبكة) .
=> فبالنسبة لفران الخبز كانوا يعتمدون على غلل (التبن الطويل الذي يصلح كذلك لبناء النوايل) او حزم من الشوك والربيع اليابس او الهيشر وبالخصوص الوكيد ( lawgid ) براز البقر والجمال و الرامة (محروم اللحم) وكانت عملية الوكيد او التوكاد تتم في المساء ويشارك فيها البنات والعيالات والأطفال ولا يعودون الى البيت حتى يعمر الشواري و كان مصدر اخر للوكيد غريب شيء ما وهو تكراص tagras الزبل او براز البقر حيث تستيقظ البنات باكرا و يتبارين على جمع زبل البقر الطري ويلصقونه على الحوش او الحائط لكي يبس ولما يكرم يتم جمعه على شكل خبزات .
الطحين ينقسم الى قسمين العاجل ويتم طحن القمح في الرحى والمكينة من صورتين منطقتين توضع الواحة فوق الأخرى و يتم إدخال القمح عن طريق ثقب في الجانب يدخلون فيه عصى صغيرة تسمى شطاطو وبها يتم دوران الفك العلوي للرحى والطحين يخرج من الجوانب ولتفادي ضياع الدقيق توضع الرحى فوق” الطحان ” وهو بمثابة طبق طبير مصنوع من الحلقة او الدوم يمتاز بجوانب عالية يضاف الهم جوج عروات للحمل، اما بالنسبة للطريقة الثانية وهي الذهاب إلى الطاحونة واتذكر 3 طواحن : 2 بجمعة فضالات ،طاحونة اولاد عبسلام طريق المحمدية وطاحونة الدا لحسن و الثاثة باولاد زيتن وهي طاحونة الحاج صالح.
=> بسبب عدم وجود كهرباء ، كانت وسائل الاضائة بدائية تعتمد اساسا على الفتاش(غراف به كاز (بترول) يتم اشعاله بواسطة فتيلة و عند انعدام الكاز يتم استخدام الكربون او الشمع او الاكتفاء بالانارة عن طريق وضع فتيلة في زرافة بداخلها زيت صانكو (الزيت الرومية) واشعالها وغالبا مايكون نورها باهت و تبعث دخان اسود و بالنسبة لبيت الرجال يضاء باللانمبة وضوئها احسن بكثير من الفتاش اما بالنسبة للميسورين او بمناسبة الأفراح يتم استخدام لانبة كبيرة تستخدم لانكول l’alcool .
=< بسبب عدم وجود هاتف وتلفاز: كان الرقاص يقوم بدور المخبر وغالبا ما يمتطي عود، حمار او حصان ملاطي حين تكون الاخبار خايبة (موت، الضرب والجرح ، الحوادث …) و بغل او حصان بالسرج او حمار مع البردعة او على الارجل حين يكون الخبر سار. أما الاخبار الوطنية والدولية كان مصدرها المدياع وكان عند جدي مذياع كبير مثبث عليه خيوط مربوطة على سطح البيت و مشدود عليها رخامات بيضاء على طول الخيط.
يجتمع الاهل والجيران حول المذياع لسماع الاخبار والازليات ولكن اغلب الاحيان تقوم الجدة او العم بسرد المغامرات او الخباير “التحاجيا” حتى يطيب النعاس اذكر منها حكاية زاوية بنت منصور القاطعة البحور فوق ظهور النسور و حكاية هاينة اش عشاك الليلة ، القيرع والسلطان….كان يسود جو عائلي بدون تعقيدات تطرفية حيت كان الجميع يمرح: العم يعزف على الناي والآخر يضرب البندير والبنات والعيالات يرقصن ويضربون الطعارج بمشاركة اولاد و بنات الاعمام والجيران ويستمر المرح الى أوقات متأخرة في الليل في جو خال من كل تشدد او تعنت.
أواني الطبخ تتشكل غالبيتها من الطين : الحوار al7owwar (كميلة من الطين وعنده أيادي في الجوانب) البرمة والكسكاس من الطين الغرارف والزلايف ، الكصعة، المغارف من العود ، الفراح و طباسل البديع والنحاس والقصدير.
=> مواد الإضافة منعدمة ماعدا صابون الحجرة والتيد ، اما بالنسبة لتصبين اللعابن والكواش يستعملون جدور تسمى تيغشت وتغسل الحوائج عن طريق الشتف بالارجل مع اصطحابها ببعض الاغاني او الهمسات (اشتف تفتف …)، وبالنسبة لغسل شعر النساء يلجئن الى نبتة تسمى اللزاز او الصابر او ودنين الهندي. ….. يتبع الحلقة 4 تتمة نمط العيش
=<
.
الرئيسية / كتاب البديل / عن ذكرياتي بمنطقة الفضالات : حلقات من سيرة ومسيرة محمد الخصومي الحلقة الثالثة