اللباس والمعتقدات
اغلب الرجال وخاصة كبار السن كانوا يلبسون الفرجية والسروال القندريصي والبلغة والرزة في الصيف او مع الجلابة الخفيفة ويلبسون عليهم جلابة الصوف او السلهام والطاقية في موسم البرد او الشتاء والشباب والمراهقين يلبسون سراويل و كبابيط او قوامج وصندالة من النعل او صباط البوط في فصل الشتاء والربيع ثم يقطعون الجزء الافقي منه لما يسخن الحال شوية وفي الصمايم يقطعو حتى القدم ويثقبه من الامام ليصبح صندالة يعدي بها الى حين فصل الشتاء . اما بالنسبة للاطفال فعلاوة عن جليلبات وفوقيات ، كانوا يرتدون صنادل من البلاستيك و ملابس تركال tergal نص كم مع شورط او سروال كيطمة ، اما النساء فكن يرتدين تحتية و سروال القعدة ويزيدون عليها فوقية او ليزار او حيك في البرد وحين السفر يابسن جلابة بالقب و النقاب والشربيل او البلغة و القميص او القفطان والمظمة في المناسبات. اما البنات فليبسن تحتيات او فوقيات او كندورات وسراويل وزويوف على الشعر وللاشارة الكل من دون ثبان او سليب او كرصون.
وفي تلك الايام ومع نذرة مواد النظافة كان الناس يعانون من القمل والبرغوت واتذكر ان النساء كن يقمن مجمع خاص بالفلي ( يبحثون ويقتلون) القمل لبعضهم البعض والاطفال والرجال ينزعون ملابسهم ويشرعون في البحث عن القمل و قتله ، اما مشاكل البرغوت فحدث ولا حرج.
الامراض الشائعة انذاك الجدري ، السالمة، النار الفارسية، بوكليب، كردة، النفط، بوحمرون، الحكة، الطانسيو ،الجهل ،بوصفير ، الهوايش، المسلمين ، عايشة، الجنون، الديار، التابعة والسحور… والغريب ان الامراض الحالية لم يكن لها وجود خاصة: السرطان، القلب، السكر، السيدا، البروسطاط….
و كان الناس لا يحبدون المستشفيات ويفظلون الذهاب عند الفقيه لكتب حجاب اوالسبوب او قرائة القرأن او يزورون السادات والاضرحة وكل سيد له اختصاصه فمنهم من يعطي الاولاد ومنهم من يجلب الحض ومنهم من يشافي من الامراض ومنهم من يصرع الجنون ، وعلى كل حال كانت زيارة السادات والاصرحة تعود عليهم بالسكينة والراحة النفسية ، حيث تكون هي الفرصة الوحيدة لاخراجهم من الروتين اليومي ومشاكله وبالتالي فالمكوث في السيد ليلة او ليلتين او اكثر مع الطمأنينة غالبا ما تعود عليم بالنفع .
وكان الناس يزورون اماكن مقدسة في مخيلتهم او مخيلة ابائهم واجدادهم بحيث يقدمون هدايا لاماكن يعتقدون انها “فقيرة” ليس من الفقر ولكن من الوقار والقدسية مثل للالة الجبوجة للا مسعودة والنخلة المباركة او الحجرة او الصخرة الشريفة ويدفنون فيها الاطفال حديثي الولادة ويقيموا فيها الولائم.
وكانوا يقدرون الشرفاء ويهابوهم ويرتابهم الخوف من عارهم ويلبون كل طلباتهم بلا تردد، فمثلا كان شرفاء توهامة ياتون مرة في السنة بعد جمع المحصول الزراعي وتقام اليهم الحفلات وتشوى الاكباش وتقدم لهم الهذايا ولا يرفض لهم طلب ويمكتون بضعة ايام ياكلون ما لذ وطاب من الطعام و تقام الهم التبوريدة ويتلقون الهدايا من كل اناس القبيلة وكانت بالنسبة لنا الصغار فرصة للتمتع ببعض المأكولات والفواكه لم نراها من قبل.
امت بالنسبة للمعتقدات فالعفاريت والجنون وعائشة قنديشة كانوا هم الهاجس الاكبر لنا ونحن اطفال بحيث كانت كل الاماكن المحيطة بالمنزل ترتبط بحكاية ظهور تلك الروحانيات لبعض افراد العائلة وغالبا ما يتم سرد الوقائع في الليل مما يضفي عليها طابع الخوف والرهبة، فهاهو من يقول ان راى ثور بجانب الدومة والاخر خرج له عتروس قرونه ملونة من قرب الصخرة الكبيرة ومن يحكي انه راى امرة عارية وشعرها يكسو جسدها وترمي ثذيها فوك كتفيها، ومن يقول التقى رجل قرب المجرى ولما بحلق في رجليه وجد انهما حوافر و يشبهان ارجل الجمل… و الى الحلقة 7 لسرد وقائع الدخول المدرسي