الحلقة 9 من سلسلة ذكرياتي:
قسم التحضيري كان مزدحم بالتلاميذ اكثر من 50 فرد والطاولة التي أعدت لتلميذين احضت تتسع لثلاثة أفراد او اكثر ، نمط التدريس كان سلس ورحيم بجيوب المواطنين بحيث كانت المؤسسة توفر لنا الكتب ( التلاوة و القصص و livre) بالمجان والتي كانت غالبا ما يحتفظ بها في القسم وكنا نشتري الدفاتر والأدوات(الخوشيبات، الملونات، قلم الرصاص و الممحاة ، لصقة، مقص ،ريشة العربية وريشة الفرنسية والحبر و منشفة ،اللوحة والطباشير . ..) وحتى الدفاتر كانت تبقى في القسم وكانت المحفظة خفيفة الوزن بحيث لا تحتوي الا على الأدوات واللوحة والطباشير ودفتر التمارين والخبز وقرعة اتاي مقارنة مع الكم الهائل من الكتب والدفاتر التي أصبحت تثقل كاهل التلاميذ في الوقت الراهن .
كانت الطاولة مجهزة بمحبرتين واحدة على اليمين والأخرى على اليسار ويثم ملء المحابر بالمداد مع بداية كل حصة وتوزع الكراريس على التلاميذ وننقل او نكتب بالريشة بعد غطصها في المحبرة ما يكتب لنا المعلم على السبورة والكتابة بالريشة كانت تسبب لنا مشاكل عدة : تلطيخ الدفتر بالحبر ، توسيخ الورقة والملابس ، تبليل و ثقب الأوراق وانعدام الحل للمسح او التصحيح.
و حين نكون من أصحاب فوج الصباح يجب علينا الاستيقاظ مع طلوع الفجر ونقطع تلك المسافة والخوف يرتابنا اما من العفاريت والجنون التي ادخلت الى مخيلتنا او من أشخاص واقعيين او وهميين يحذروننا منهم كقطاع الروس ، بوخنشة، ولد الشماخ، بريكوزا ،… ونفس الشيء لما يكون دورنا في المساء وبالتالي الوصول للمنزل في الليل.
ومع البرد القارص وان وصلنا مبكرا نذهب مباشرة الى كوخ خالي الحداد لنيل قسط من الدفء الذي يوفره الفرن الذي يستخدم الفحم الحجري لصهر سكك المحارث وصفائح البهايم والاوتاد والعتالي والفؤوس وبعض الأدوات الفلاحية الأخرى.
للتذكير كانت الدكاكين تعمل بنظام المقايضة بحيث كنا نبحث في النوادر (كومة التبن مبنية ومبلطة بالغيس) عن البيض او نجمع الصوف ونسلمه ل با الزمراني مول الحانوت ويمنحنا في المقابل حلوى او نقود ، و بالإشارة الى النقود كان عملة فرنك و2 فرنك لون فضي ما زالت متداولة حتى نهاية الستينات .
و من بين البنايات التي كانت تميز جمعة فضالات اذكر: كانتينة لارا، وقهوة الدا لحسن ، حانوت السي مبارك الحلاق و فيرمة لاليف ودار ضالمو والشوارج و الطاحونة وبير سيدي الغازي و هري ولد العوفي ومن بعد العدلاني للحبوب والقطاني…
يجب الاشارة الا ان يوم السوق الاسبوعي(الجمعة) كانت مناسبة للخروج من الرورين اليومي و هي مناسبة لاصطحاب الوالد والتجول معه في السوق وجمع بعض النقود التي يجود بها علينا الناس الذين يلتقي بهم ابي و بالتالي هي فرصة لشراء ما نشتهيه من حلوى ، اسفنج او ما الى ذلك. كانت اشياء تباع في السوق انذاك مثل زيت الزيتون في البستيلية وبيعه عند العطار بالتقسيط والكاز (البترول) والقطران، وكل ما تنتجه الصناعة التقليدية (اقفاف، السgني، الشواري، البردعة، الشبكة، الطحان ، تسارح، حصاير، الشريجة، ،).
اما فيما يخص الترفيه اذكر الحلاقية : ولد قربال ، خليفة ، بشعيب الشطيطيح، مول الحمار، …. والطنجاوي افطس الانف مول البوكس (الملاكمة )، أصحاب السويرتي ، …
يتبع الحلقة 10
…