الرئيسية / كتاب البديل / عن ذكرياتي : حلقات من سيرة ومسيرة محمد الخصومي  الحلقة العاشرة

عن ذكرياتي : حلقات من سيرة ومسيرة محمد الخصومي  الحلقة العاشرة

الحلقة 10 من سلسلة ذكرياتي :
المطعم كان يسيره الثنائي بوشعيب الاعرج وزوجته مينة خوش ومن بين الوجبات التي كانت تقدم للتلاميذ اللوبية والعدس والبيض والقهوة بالحليب ….
من بين الطرائف التي وقعت لي في قسم التحضيري لما طلب السي علال من احد التلاميذ وكان اكبرنا سنا وذو بنية جسمانية قوية التقدم ال الامام وكتابة جملة في الصبورة ولما عجز عن ذلك طلب مني نفس الشيء ولما توفقت في ذلك ، امرني بصفع ذلك التلميذ ولكن لما خرجنا من الفصل اعطاني قتلة ديال العصا ونبهني بعدم اخبار المعلم والا سوف …..
بالنسبة لقسم الابتدائي الاول كان يدرسنا المعلم السي البازي ، كان طويل القامة دو بشرة بيضاء ولديه شارب اسود صغير ، حازم في تصرفاته و قليلا ما يتراجع عن قراراته اذكر مثلا:
ذات مرة وبينما كان يعاقب التلاميذ الذين لم يحفضوا القران جيدآ بالضرب على الايدي وانا من بينهم واذا بالمسطرة تنكسر وطلب من اصحاب الحمير ان يناولوه عصا لاكمال عملية الضرب على الايدي وقد تطوعت لاحضار عصاي التي كانت ملساء ومن النوع الممتاز ( الجبوج ) وقلت في نفسي سوف يجازيني عن الخدمة ويعفو عني و اذا به يقول لي : هاذه عصى ممتازة ، سوف تتذوق منها انت الاول ويا خيبتي ؛
المرة الاخرى بيمنا كنا في طريقنا الى المدرسة ولما وصلنا الى مجرى عين موغضيفة واذا بالحمار يقفز ويرمي بنا في الوحل وتلطخت ثيابنا والمحفظة والأدوات وحاولنا غسل ما يمكن غسله و بالتالي وصلت متاخرا الى القسم ورغم شرح الواقعة للمعلم لم يغفر لي وقام بمعاقبتي وتحسرت كثيرا من الظلم الذي الم بي وفي الاستراحة ترقبت مجيئ المدير وهرعت عنده وسردت له ما وقع بي وقام بمناداة المعلم وقام بانصافي مما زاد من كبريائي امام باقي الاطفال؛
مرة اخرى قام باشباع ولد محمد الحداد عصا وداوم على هذا الحال ولما احس التلميذ بالحكرة ، انفصل عن الدراسة واشترى له ابوه قطعة من الغنم وبدا يسرحها في الكلء حول القسم وكان يحسن العزف على الناي ولما رايته من النافذة وهو قد تخلص من عبء المعلم والدارسة حسدته على حاله وتمنيت ان اكون مكانه (عقل الصغر).
كان غالبا ما يقوم الاطفال بتكوين مجموعات كلى شكل فيالق للتباري ، اللعب او المشاجرة ، حيث تجد فيلق الفضالات ، العمور ، الغليميين ، خميس هلوطة، الدبابج، ولمحاجر ، وتزداد حدة المشجرات او المدابزة مع قرب العطلة الصيفية فمن مبارزة واحد من هذا الفيلق مقابل اخر من العصابة الاخرى ، قد تتطور الامور الى معاركة مفتوحة بين الفيلقين بالعصي او الحجر واحيانا السلاح الابيض (موس، سلسلة دراجة، …) .
من جانب اخر اتذكر ان السيارات كانت قليلة في الدوار )سيارة خالي محمد ، سيارة الرايس والشيخ موراكوبة . .) وحين تاتي عندنا سيارة الى المنزل نلتقي اليها من بعيد ونتبعها بالجري وكذلك حين تغادر. اغلب الناس كانوا يتنقلون الى المدينة على متن الكار و الطاكسي وبما ان يوم الاربعاء يصادف يوم السوق الاسبوعي لبنسليمان ، كان كار اولاد بن اسماعيل ياتي في الصباح الباكر الى الدوار ويطلق المنبه او الكلاكصون لعدة ساعات في انتظار وصول الركاب الذين ياتون من كل فج واغلبهم يذهبون للتقاضي بمحكمة بنسليان او لزيارة الاطفال الذين يدرسون بالثانوية.
يتبع الحلقة 11 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *