الحلقة 16 من سلسلة ذكرياتي:
اذا ها نحن انتقلنا من فيرمة المديوني الى بلاد القدامرة قرب طلح ولد سيمون وبالتالي رجعنا الى معيشة البراكة والعشة والصطوان ولكن سرعان ما جيء بعمر البناي وقام ببناء بيت وكوري وثم حفر البئر من طرف امسيكة وبنمحمد ولد التباع وقد وجدوا الماء بوفرة وبالتالي بدات الحياة تتحسن شيئا فشيئا .
وقبل الدخول المدرسي ذهبت لدار جدي وقضيت مدة لابأس بها ازاول عملية السرح والدراس والتوراد وما الى ذلك وقد كانت العرسة بمجرى تامالالت تغدق بكل الخيرات و الماء يتدفق ليل نهار وكنا لما ناتي بالبهائم للمورد نغتنم الفرصة ونعوم في المكلت almaglat وناكل من ماطاب من فواكه الرمان والكرموص، والمشماش وبوعويد والتفاح البلدي وما الى ذلك .
ولكي لا انسى واحد المغارة من بقايا البرطقيز كانت توجد بداخل منزل جدي وهي عبارة عن خلوة كنا نهبط اليها عبر دروج وكانت تتوسطها سارية ومن مميزاتها انها كانت باردة صيفا ودافئة في الشتاء وكانت هي المكان المفضل للعب و المرح وفيها كنا نقيم حفلة خيلوطة العيد الكبير وللاسف ثم ردمها من بعد .
مع عملية تبادل بلاد القدامرة مع بلاد التيرس ، زادت ثروة جدي واصبح يملك اراضي اكثر واشترى تراكتور جديد وماكنة حصاد ودراس وشاريو و ما الى ذلك .
وثم الاتفاق مع الفاسي وابن عمه والوالد على عملية شراكة بينهم في الفلاحة و الكسيبة والجردة وكل شيء، وثم بناء كوري وصهريج لجمع الماء بمثابة مسبح وبدات الحياة تتحسن رويدا دويدا .
بدات السنة الدراسية 1973/74 وقد اصبح لدي اصدقاء جدد و نظرا لتحفيزات ابي ( اخوك نجح و ترك جمعة فضالات وذهب الى المدينة و ها انت بقيتي هنا ، قرا مزيان يلا بغيتي تهنا من العروبية)، وبالتالي رجعت الى القسم وانا اكثر عزما للنجاح و مع توالي الايام تحسن مستواي التعليمي واصبحت احصد النقط الجيدة وخاصة في مادة الحساب وقد فزت بجائزة 20 درهم خاصة بمسالة اتذكر انه كان علينا ان نقسم حبات من الذرة على عدة اصناف من الحياوانات وكانت السر لحل العملية هو الاخد بعين الاعتبار عدد الارجل (البط 2 ، الكبش 4 ، الحصان 4 ، ….) و مرة اخرى فزت برزمة من القصص والكتب.
ومرة شاهدت ابن الفاسي يلعب بدراجة هوائية و طلبت من ابي ان يشترى مثلها والح على الفاسي واشترى لي واحدة جديدة اتذكرها بادق التفاصيل : ملونة بالبني والوردي ولها عجلات بيض و مكابح اينوكس واضواء من الامام والوراء و واقي من الوحل garde boue و منبهه و كرسي اضافي في الوراء وكدت اطير من الفرح وذهبت بها الى المدرسة واجتمع حولي كل تلاميذ المدرسة واغلبهم لم يرى قط دراجة لديها هاته المميزات ، ومضت الايام ولكن في يوم من ايام الربيع وكان يوم الجمعة حوالي الساعة 10 وبينما انا اسوق الدراجة بسرعة فائقة في منحدر بعد السهب بوكدية قرب بلاد الشيخ وكان هو طريقي الاعتيادي، ولكن ثم حفر فوسي ولم انتبه اليه و اذا بالعجلة تلتطم به وانقلبت وانا معاها و درت شقليبة في الهواء وسقطت على ضهري واصبت بجروح و دراجتي بعطب في العجلة وبكيت لوحدي في الخلاء وحملتها واكملت طريقي و بحثت عن ابي في السوق ولما راني صرخ في وجهي (من ضربك ؟) فحكيت له الامر ووعدني باصلاح الدراجة والبحث عن من حفر الحفرة في الطريق.
اما مع البئر ، فعندي ذكرى اغرب من الخيال ، ففي يوم من الايام ، يوم الجمعة وكان يوم عطلة وكان رجل يسمى خالي الرشيد هو من يتكلف بسرح البقر و الغنم وتوريدهم ولكن تغيب بمناسبة السوق واسندت الي مهمة التوريد وبينا انا ادور الطورني واسحب الدلو وافرغة في الجفنة لكي تشرب البهائم ، تبللت الارض واصبحت ملساء وما ان جلبت الدلو من فم البئر حتى انزلقت رجلي وسقطت في قعر البئر على عمق يتجاوز 17 مترا و بما ان البئر بعيد عن المنزل طلبت النجدة وصرخت ، وصرخت ولم يسمعني احد والحمد لله اني كنت احسن العوم ومسكت بحفر ة في الاحجار جانب ماء البئر و بعد مدة، سمعت اختي امينة الصغيرة والتي لا يتعدى عمرها 3 سنوات ، ندائي و اقتربت من فواهة البئر وقالت لي هل انت تعوم واش انزل عندك ؟ وصرخت في وجهها سيري قولي امي تجي عندي و مكتت على تلك الحال حتى اتا ابي من السوق واخرجني من البئر و في المساء عمل لي صدقة واتى بالفقهاء واستمروا في قرائة القران الى وقت متأخر في الليل شكرا لله على سلامتي بحيث كتب لي عمر جديد .
الصورة الموالية للتلاميذ بيت الشهادة لسنة 74/1973 ، من اليمين الى اليسار ومن الافق الى الاسفل :
الصف الاول: حسن الشواف، بوشعيب دعيكة ، محماد ابو الخواتم، ؟الغازي، مومن ، مصطفي ولد الخيراني (اكريبيس) ، محمد ولد المواق، محمد اسديرة
الصف الثاتي: محمد بوخليق ، حسن ولد غالم، امحمد الخصومي، عبد القادر بوخليق، بادي عباس، مصطفى ولد عبو، خندرو ولد العايدي، محمد ولد خلوق
الصف الثالث: عزيز اجليبينة، برنش، سرحان ، عايشة بنت سيدي الغازي، نادية بنت غالم، ابو الخواتم، عبد الرحيم الناجي، محمد مراح
الاسفل: احمد البيطي، محمد العموري بابا ، حسن اسديرة، ولد الرحيميني ، الكبيدة سعيد والميلودي برحو و المعلم السي بشري واقف على اليمين و المعلم السي كريم و السي بوشعيب الحارس على اليسار.
والى الحلقة 17 إن شاء الله.