الرئيسية / كتاب البديل / عن ذكرياتي : حلقات من سيرة ومسيرة محمد الخصومي  الحلقة ال 17

عن ذكرياتي : حلقات من سيرة ومسيرة محمد الخصومي  الحلقة ال 17

الحلقة 17 من سلسلة ذكرياتي:
للذهاب إلى المدرسة لدي الاختيار ما بين ثلاثة طرق وكل طريق له حكاية ، الاول لما استخدم الدراجة امر من الطريق المعبدة ومن بعد دار ولد الديبة والسهب الكبير والسهب الصغير ثم اصل الى المدرسة وذات مرة لما كنت عائدا بدا المطر ينزل بغزارة مصحوبا برياح عاتية حتى أن قطرات الشتاء أصبحت تلتطم بالارض بقوة وتتسبب في تطاير الحص/ المزرار الذي يضرب ويوخز الوجه والرجل واليدين وما كان علي الا حمل الدراجة والصبر وقد بكيت كثيرا من الألم الذي أصابني جراء تطاير المزرار ، اما بالنسبة للطريق الثاني والذي يمر بجانب طلح ولد سيمون فكنت اقترب من الباب الخلفي واتفرج على الحلاليف وانواع من البط والدجاج والكلاب الكبيرة التي تشبه الحمير ومرة غرني الشيطان وانسليت الى شجر المشماش واكلت مافيه الكفاية وبدات أملا محفظتي واذا بالكلاب هرعت نحوي فتسلقت شجرة المشماش وبقيت عالقا حتى جاء العساس خالي زوزاف والذي كان يحسن التكلم بالفرنسية وخلصني من تلك الورطة ، اما بالنسبة للطريق الثالث فكانت الشمس قد غربت وانا لازلت العب مع اولاد الدوار ووصلت معهم حتى دوار اولاد حمو وبينما انا راجع قرب منبع عين موغظيفة اذا بي ارى امرأة تلبس الابيض وهي طالقة شعرها الاسود على كتفيها وضننت انها عائشة قنديشة وجمد الماء في ركابي ووقف شعر راسي ولم اقوى على التحرك ولما وصلت بجانبي سألتني عن من انا وتنفست الصعداء لأنها لم تكن الا امرأة تسمى العايديدة بنت حمو وكانت راجعة الى التو من ليلة جيلالة لأنها كانت تتحير مع الهديلية جازاهم الله.

 

 

 

بالرجوع الى الشتاء استمرت خلال الليل و لم تتوقف في النهار و قال لي ابي في المساء ان لم يتوقف المطر ، اذهب وبات عند خالك الرشيد وفعلا ذهبت إلى براكته وكانت كلها تتقاطر حيث يضعون الصحون والاواني تحت اماكن القطرة مما يحدث سنفونية بتهوفن وكنت اتضرع من الجوع واراقب طنجرة تغلي فوق المجمر و كنت احسبها مملوءة باللحم والخضر ولكن كانت خيبة املي كبيرة لما اكتشفت ان ما بداخل الكميلة لم يكن الا القرع الأحمر مقطع قطع صغيرة مع قليل من الزيت والملح ولم اقدر على النوم لأن بالإضافة إلى الجوع ، كان الفراش مبلل والغطاء كان عبارة عن هردالة مصنوعة من الشراوط بها رائحة دواء البرغوت لا تطاق.بالرجوع لأجواء الدراسة فاثناء الامتحان كان التلاميذ يعتمدون عدة طرق للتحايل على المعلم (النقلة، التقرب عن طريق الهدايا حليب ، زبدة ، بيض ، عسل ،…) وذلك من أجل الحصول على نقط جيدة او لتفادي العقاب (التحمال، فلقة، جمع الاصبع، الوقوف على رجل وحدة، ….) اما انا وصديقي بادي عباس فقد سلكنا طريق مغاير ، حيث درسنا الخطة التي يعتمدها الأستاذ بشري لتصحيح الامتحانات والفروض ، حيث كان يامر تلاميذ الصف الاول لكي يصلحوا أخطاء الصف الثالث بقلم احمر وهم بدورهم يصلحوا اخطاء الصف الاول ونفس الشيء بين الصف الثاني والرابع . وقد اخترنا المكان والصف المناسبين بيننا لكي استقبل اوراقه ويستقبل اوراقي وكنت انا اصحح له بالقلم الازرق امتحان الحساب الذي كنت متفوقا فيه وهو يقوم بنفس الشيء بالنسبة للفرنسية التي كان مستواي ضعيف واكملنا السنة على هذا المنوال وبقي الأمر سرا بيننا ، وعلى إثر هذا التواطء complicité اصبحت صداقنا مثينة وامتدت الى يومنا هذا هههههه.
بفضل الأساتذة حظرنا جيدآ لامتحان الشهادة وذهبنا الى مدينة بنسليمان لاجتياز الاختبار وكانت اول مرة ازور فيها تلك المدينة ولكن كان اثرها علي اقل، مقارنة مع الدار البيضاء. وقد كان للامتحان طقوس مرافقة له، فها من ينصحك باكل نوع من الطعام والاخر نوع الشراب او وضع حجاب على العنق … وفي الاخير ما ينفع الا ما في جعبتك وقد سخر الله وتفوقنا في الامتحان وحصلنا على الشهادة الابتدائية وفعلا أقاموا لي حفل وجاء الناس والعائلة لكي يباركون لي في النجاح ومنحوني شيء من النقود . …
يتبع الحلقة 18
الصورة الأولى للوالد رحمه الله وعمي عبد القادر أطال الله في عمره في بلاد لقدامرة سنة 1974 والثانية لابي وجدي الحاج أحمد رحمة الله عليهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *