الحلقة 19 من سلسلة ذكرياتي:
اعدادية زياد بابن سليمان وخاصة الداخلية كانت تسير بطريقة علمانية مستوحاة من النموذج الفرنسي ، نلتمس ذلك في أسماء المرافق حيث كنا ننام في الدورتوار dotoir وهو عبارة عن هونكار hangar كبير به عدة ناموسيات ذات الاسرة الثنائية واحدة فوق الأخرى، ويتوسطه بيول piole يسكن فيه ميتر دانتيرنا maitre d’internat ، اما بالنسبة للمطعم يسمى ريفيكتوار réfectoire يشتمل على عدة موائد ذات ثمانية اضلاع ويتم توزيع الوجبات من طرف الكوزيني السي المسكيني وسيد الزين بواسطة شاريو مكون من طابقين وله عجلات وحين تكون الحصص غير متكافئةnon identiques parts وخاصة بين صدور او افخاض الدجاج نلجأ الى عملية الحض بتدوير كاس في وسط الطاولة وحين يستقر امام طفل ما يحق له الاختيار ما يريد، و كل عشية بعد الدراسة كان لنا نصيب من اكلة الكوتي le goûté وهو عبارة عن خبز بالفرماج او الشكولاتة والقهوة الممزوجة بالحليب ، اما قاعة المراجعة فتسمى salle d’études كنا نذهب اليها كل مساء قبل العشاء و النوم و كان يحرصنا السي زيطان والسي كريم ، كنا نذهب كل جمعة مع الفجر الى الحمام العمومي في صفوف مثنى/ مثنى على غرار العسكر ويعطى لكل واحد سطلين من الماء لكي يتحمم ، واغلب التلاميذ لا يتوفرون الا على فوطة صغيرة للمسح و اتذكر رائحتها النتنة من اثر الرطوبة ، اما في يوم السبت لنا الحق في حصص الرياضة في الصباح والخلود للنوم بعد الغذاء وكل تحت سهر ومراقبة حارس العام الداخلي السي فاضل الذي كان دائمآ يردد جملته الشهيرة انتم محضوضون لكونكم في داخلية بنسليمان (vous avez de la chance d’être à l’inernat de Benslimane .
السي زيطان كان رجل جبلي متدين صارم في التعامل مع الاطفال و اتذكر لهجته الجبلية حؤن كان ينادي التلاميذ الذين لم يبلغوا سن الصوم في رمضان وكان يناديهم : اللية ياكلوا رمضان ، تما السي كريم فكان متسامح ونسجت معه علاقة جيدة بحيت كنت اتبادل معه سلاسل الحكايات المرسومة bandes dessinées.
هذا النظام المدروس اثمر في إنجاب جيل من الكفاءات الكبرى في مجالات متعددة منهم دكاترة في كل التخصصات ومحامون و قضاة ومسؤولين بالادارات العمومية و مسيري شركات و اساتذة ذوي شواهد عليا من أكبر الجامعات الوطنية والدولية…وبالموازاة مع ذلك، تقلد العشرات منهم مناصب عليا في القطاعين الخاص والعام وسياسيون ومنتخبون يسيرون الشان الجماعي.
الصورتان لاعدادية زياد
يتبع الحلقة 20