الحلقة 20 من سلسلة ذكرياتي:
كل تلميذ كان له الحق في اسعمال النصف العلوي او السفلي casier من الخزانة الحديدية او armoire métallique المتبث بجانب السرير في الدورطوار ” dortoir ويجب غلقه بقفل مع الاحتفاظ بالمفتاح في المحفظة وهو بمثابة ماريو لجمع الاغراض والملابس .
وكان يتعين على كل قاطن في الداخلي تعيين واحد من ساكنة مدينة بنسليمان لكي يكون هو الكفيل correspondant وقد اختار لي ابي رجل طيب يسمى خالي الدرقاوي رحمه الله وكان يحق لي ان اذهب عنده في نهاية الاسبوع بعد امضائه لامر بالخروج ordre de sortie وكان من الشرفاء الدرقاويين يلبس جلابيب و يضع حول عنقة سبحة كبيرة مثقلة باللوبان وشكارة جلدية و يتجول في الاسواق الاسبوعية و يردد كلمات اللطيف وبعض اللهلهات من اجل جمع كل ما جاد به التجار وعامة الناس من صدقات. والغريب في الامر انه كلما ذهبت عنده للغذاء وجدت عندهم مرميطة مملوؤة باللحم والخضر واقول في نفسي : هذا غا طلاب وكياكل هاذ الخير وحنا عندنا في العروبية العشرات من الهكتارات وناكل اللحم مرة في الاسبوع.
كانت مازال النية حيث كنا نذهب عند السيكليس ونكتري منه دراجة بدون ا ي ضمانة ونذهب بها الى منزلنا يوم السبت لارجاعها يوم الاحد مقابل 5 دراهم وعدة مرات وخاصة في العطل يتم الاتفاق بين اولاد فضالات بان يشتروا بفلوس المركوب كاسكروط ومونادا و يذهبوب الى امنازلهم على الارجل او بواسطة الاوطوسطوب لمسافة 25 كلم واتذكر مرة لم تتوقف لنا اي سيارة وواصلنا الطريق مشيا على الأقدام ووصلت الى الدار متاخرا حوالي 11 ليلا.
بعض الطرائف والحكايات التي وقعت بالداخية في تلك الفترة ما بين 1978/75 :
يوم اتى ابو علي الفلاح رحمه الله عند السي فضيل بسبب تغيب ابنه عن حصص المراجعة وقال له : يجب عليك ضربهم ولا تحن منهم باش يشدوا الطريق واضاف : ولا ماقديتيش عليهم اعطيني ساعة مكانية نطحنهم كلهم ؛
كانت الادارة تنتقي من التلاميذ من يلعبون بعض الادوار في إطار التحضير لعيد العرش ،فمنهم من يشكل فرق موسقية واخرون فرق التمثيل و المسرح والاستعراض وما الا ذلك من الأنشطة وبما انني برفقة صديقي عباس كنا نمزح كثيرا ونحاول اضحاك الاطفال اثناء الاستراحة وفي اوقات الفراغ ، فقد تمث المناداة علينا لتشكيل ثنائي الفكاهة ولعبنا مسرحية فوق المنصة و امام الجمهور نجسد فيها قصة الجرانة اللي مشات غضبانة وبغا الفكرون يردها للدار وهو نقاش بين تلك الزواحف والحيوانات الاخرى كالحصان باصواتهم ومكرهم ، وقد استمتع الحضور بالعرض ومن ثم اكتسبنا شهرة بين التلاميذ في ميدان الفكاهة.
يجب الاشارة ان مدينة بنسليمان لم تكن انذاك الا باشوية تابعة لاقليم السطات بها ساكنة قليلة تنقسم الى فئتين الحي الراقي ويسمى الجرادي يسكنه فئة من الميسورين و النصارى اما الفئة الثانية فتسمى النوايل وتضم الطبقة الهشة وحي ثالث يسكن به المخازنية.
هذا الوضع الاداري انعكس على انتماء قاطني الداخلية حيث كانت تضم تلاميذ من السطات و بن احمد والكارة (عفيف، بن الزاوية …) ومن وفضالات ( الخصومي امحمد و محمد ، الوركي الحسين ولحسن ، جليبينة محمد،، اوحوكة عبد الله ، كرعاوي بوعزة ، حمراوي المعطي ، بادي عباس، احمد شطيب، بياخي عبد الحق ، الصباب عبد الرحيم…)ومن خميس هلوطة(عبد الرحيم بوريش والصبار…. ) ومن ثلاثاء الزيايدة وبنت عبو واولاد يحيى ( الصياد، محمد لمليحي، بوشعيب العشابي ، الكرش عبد الله، منجب المعطي، لكداني عبد المولى، حسن خرطي ، البيض ، احمد كفتيرة…)ومن العيون وبني ورا (مشيش، حمزة العربي ، احمد الكاس، بن عزيزة ، جيدال، الهردي، نجيم، جدال وابن عمه، لعليجي، عبد الله العناك ، …) ومن اولاد زيان (البرهمي ،…)
واللي نسيتو يسمح لي .
الصورة الاولى انا مع عباس والاخرىانا بين الكرعاوي واوحكة.
يتبع الحلقة 21