الحلقة 21
المنهاج الدراسي المتبع من طرف الساهرين على الداخلية جعل جل التلاميذ متميزين ومتفوقين على نضرائهم في الخارجية ، وخاصة علىالاطفال المنحذرين من العروبية والذين لم يقبلوا في الداخلي وبالتالي كانوا مجبرين على كراء بيوت او المكوث عند العائلة.
كان لي نصيبي من تلك المثابرة وتمكنت من الحصول على نتائج لابأس بها وخاصة في المواد العلمية مكنتني من اجتياز السنة الاولى من الاعدادي 75/1974 بسلام ، و من بين الأستاذة الذين درسونا اذكر منهم : السي عريف ، المستقيم ، مدام برحو، مسيو بيديكاريت وزوجته، السي الخضيري ، الزاكي، مكرم، الشنين، … اما الجانب الاداري فاذكر المدير حمودة و الحارس العام برزوق المكنى (زقزوقة) والبوكيلي و بن ابراهيم المكنى لمنيجل و مساعدين répétiteur مثل مكروز … اما بالنسبة تلاميذ القسم الخارجي الذين درسوا معي اذكر :نصيف ،التاغي، عريف حكيم، خزمي عبد الرحيم، الديناري، منوبي، عريب احمد، ازين عبد الغني، بوغابة رشيد ، نادية مستقيم، اوعشري فاطمة،مليكة السنوسي ، بن حفون، بن الصباحية، مروان حليمة، مجاش ،قرواش، حليوات، ….
وكانت عطلة سنة 1975 حافلة بالأحداث منها:
》 الحدث الاول : هو ادخال جهاز التلفزة الى الدار حيث تمكنت الوالدة من جمع المال عن طريق بيع نصاص ديال الذهب و اعطته لإمرأة الفاسي التي قامت بالواجب ، وكان جهاز صغير بالابيض والاسود ويتغل عن طريق البطارية.
ورغم ان التلفزة كانت لا تشتغل الى في المساء فان الوالد كان يغضب كلما وجدنا نتفرج ويقول : هاذه الشقفة غادا تخليكم بلا حاجا ، وتزيد عصبيته لما يقال له بان البطارية فرغت ويجب شحنها عند بوعزة السكليس ؛
》والحدث الثاني هو ادخال البوطغاز الصغيرة الى المطبخ وهي ايضا كان لها نصيبها من السب والشتم من طرف ابي وخاصة لما يقال له انها فارغةويجيب اعمارها (حنا مبقات عندنا حرفة ، دي البوطة ، جيب البوطة الله ينعل بوها خدمة)؛
》اما بالنسبة للحدث الثالث فهو لما اعطى الفاسي للوالد بندقية من نوع كارابيل للحماية في الليل وخلق شيء من الهيبة امام الناس ، وكنت اغتنم الفرصة لاخذها والذهاب مع اولاد القصري الذين كانوا يتوفرون على بندقيات من النوع الرفيع والذخيرة الكافية لقنص الكريكر والحمام ، وكانت هي بداية ولع و عشق الصيد .
《 وفي نفس السنة شيد ابي بيت كبير اضافي وصمم كرسي من الياجور والاسمنت خلف البيت وكان بمثابة برج المراقبة ، حيث كان يحب الجلوس فوقه ومراقبة الماشي والماجي من الطريق وكلما تعرف على احد من المارة والا عزمه لشرب لبراد ديال الشاي ، وكان ينادي من مكانه (وا عمروا شي كاس ااااه ) ولما كثرت العراضات بدأت الوالدة تثور في وجهه (حنا مابقا عندنا شغل.. غير اللي داز من الشانطي نطيبوا ليه اتاي..) .《الحدث الخامس هو اعطاني اول فرصة لسياقة التراكتور ومن ثم أصبحت اداوم السياقة اما لجلب المحصول الزراعي او لقضاء بعض الاغراض (الصورة)؛
》 اما الحدث الاخير هو تركيب بونبة وموطور في البئر و ربطها بقادوس حتى الصهريج الذي اصبح ملاذنا في مواجهة الحرارة و ونمضي فيه احلى الاوقات مع الاصدقاء وكان يستعمل في ري البستان وتوريد البهائم و امداد بعض سكان الدوار بالماء حيث كانوا ياتون لملء البراميل المجرورة من طرف الخيل او الجرار…..
يتبع الحلقة 22