الحلقة 22 من سلسلة ذكرياتي:
مع دخول التلفزة والبوطغاز وبونبة الماء او الريكطة تحسن مستوى عيشنا واصبحت الجردة تجود علينا بشتى انواع الخضر والفواكه و مكنت ابي من توفير الكلء للبهائم (الفصة والبرسيم) واصبح الحليب ومشتقاته يكفينا ونبيع الفائض ،ناهيك عن البيض، والدجاج البلدي والكروازي .
الحس التجاري كسبته من الصغر بحيث كنت اذهب في صيف 75 كل صباح الى الجنانات المجاورة لقطف التين او الكرموس المسلم (جنان اولاد حمو ، جنان بقرب بلاد سيمون وبجانب النخلة والجنان الاكحل وجنان ييسف وجنان ولد الجنية وجنان يايا ) وكل تلك الجنانات كانت غير محضية ومتاحة للجميع .وبعد جمع الكرموص انشره فوق البيت لكي يجف و مع نهاية الصيف اصبح لدي كمية مهمة من الشريحة فبعت جزء منها ومع الدخول المدرسي لسنة 1975\76 ، أخذت معي كمية لابأس بها من التين المجفف الى الداخلي وكنت ابيعه بالتقسيط للتلاميذ .
مع حلول سنة 1976 بدات علي علامات المراهقة واصبحت اكثر تمرد وعنف وذلك يندرج في عملية اثبات الذات، وكنت اتشاجر مع اقراني و مرة كان المساء وكنا في الساحة نلعب وكل واحد يبرز مهاراته في لعبة الكراتيه المستوحات من افلام بريسلي ،او الملاكمة وكنا نجتمع في حلقة ونتسلى بالمبارزة بين الاطفال وللاشارة كان ابن عمي من ابي يسمى الملايحي يتقن اللعبة و يتفوق على الاطفال حتى سمي بالقرد ، ومرة تبارز اخ بنبهتان الاكبر وهو مفتول العظلات مع احد الاطفال اصغر منه سنا وجسما ولكن كان اخف، فارتمى عليه و ضربه برجله على وجهه فغضب واراد امساكة ولكن الطفل هرب وتبعه بالجري ولما مر بجانبي قلت له (واه فيل كيجري على فار ،) فرجع مولي نحوي ولما وقف امامي استفزيته وقلت له انت حقرت عليه لأنه اصغر منك واذا به غفلني ونطحني براسه على انفي وسقطت مغشيا علي فوق الارض ، ومن ثم فهمت ام المدابزة تعتمد بالاساس على عنصر المباغتة وبالفعل تمكنت من الانتصار في مدابزة مع اولاد النوايل اعترضوا سبيلنا دات يوم احد بالقرب من جحا و من ثم عدة نزالات لوحدي او بمشاركة اخي اذكر منها ضد الصباب واخرى ضد الوركيات وباقي الاقران .
و بدأنا كذلك نزعم في الخروج من الداخلية كلما اتيحت لنا الفرصة واصبحنا نتسلل من المراقبة ونذهب الى الغابة لجمع البلوط وبوخنو وذات مرة ذهبت مع مجموعة من الاطفال ومن ضمنهم عباس الى الغابة واكلنا ماطاب من بوخنو (ساسنو) ولم نكن نعلم بانه ياثر على العقل وبالتالي دخنا و تهنا في غياهيب الغابة ولم نهتدي الى سبيل الرجوع وبقينا على تلك الحال حتى غربت الشمس وإذا بنا نرى حطاب يركب بجانب كروسة مملوءة بالحطب ويجرها حمار فذهبنا لملاقاته مسرعين وطلبنا منه ان يدلنا على الطريق فقال لنا انكم في مكان يسمى الكريمة ويبعد من المدينة بعدة كلمترات ، فاصطحبنا حتى وصلنا لبنسليمان سالمين.
وبالرجوع لاجواء المطعم فكنت انا وعباس نخطط لطريقة نحصل بها على المزيد من انواع الاكل المفظل (البسكويت، الشكلاتة، اليغورت،…) وبالفعل اتفقنا على ان واحد منا ياتي بجلابة او كبوط عندها القب وحين يقترب الكوزيني بالشاريو يقوم واحد بالهائه والاخر ياخد الصحن المملوء ويسكبه في قبه.
ومرت السنة الدراسية 1975\76 بسلام وانتقلت الى القسم الثالث من الاعدادي وحاز اخي الأكبر على شهادة البروفي وثم توجيهه الى ثانوية مولاي عبد الله العلمية بالدار البيضاء.
الصورتان لجانب من منزل الوالد ، في الاولى نرى جانب من الجردة ودار القصري الى الامام بالبني، اما الثانية فهناك الصهريج على اليمين قرب الكارو واشجار الفواكه الى الامام والكاعة على اليسار .
يتبع في الحلقة 23