الحلقة 23 من سلسلة ذكرياتي:
العطلة الصيفية لسنة 1976 شهدت عدة تطورات في شخصيتي و قمت بعدة مغامرات اذكر منها:
=> التفاوض مع الوالد للقيام بالاشغال الفلاحية ، بمقابل ، على غرار العمال المأجورين واصبحت اتكلف بحشان او نتف العدس والحمص واللوبية والذرة كرجة gorja لوحدي او مع الاخون و الاصدقاء من ابناء المنطقة . ومرة استدعيت عباس لمساعدتي ومكث عندنا بالمنزل عدة ايام ،وكنا نذهب في الصباح الباكر لننتف العدس ولما ترتفع الحرارة نرجع الى المنزل ناكل ونكمل النهار في العوم في الصهريج واللعب، ولما اراد عباس الذهاب الى منزله، اخدت دراجة نارية من نوع بوجو كان عمي عبد الله يخبأها في السطوان لانه كان يشتغل بالمدينة ويتركها عندنا ، وركبنا عليها (ترادفنا) ومضيت مسرعا في الشانطي باتجاه دورة الغليميين وكنا نمزح ونضحك ولما اقتربت من ملتقى الطرق لم اقوى على ايقاف المطور وقطعنا الطريق بسرعة وارتمينا في الفوسي كل واحد في جهة والمطور في جهة اخرى وبقينا نضحك ونحن منبطحين على الارض ولما نهضنا واردت ان استقل المطور لاحظت ان عجلته الامامية لم تعد دائرية بل اضحت مربعة واكملنا القهقة واجتمع حولنا بعض الرعاة والمارة وساعدوني على اصلاح مايمكن اصلاحه ولكن لم اتمكن من تشغيله وكانت العجلة تدور بصعوبة و ماكان علي الى ان دفعت الموطور ولمى اسعصى الامر حملته على كارو احد جيراننا كان يمر من الطريق واوصلني حتى المنزل و ارجعت الموطور الى مكانه وانصرفت . ولما اتا عمي مساء الاحد لاخده وجده معطلا ولم يدري من فعل الفعلة انذاك ، ولكنه كان مسالما فرغم اخباره من طرف اصحاب الحسنات عن الحادثة قام بمعاتبتي فقط وانصرف .
=> تلك السنة شهدت وفاة والد عباس خالي بيه رحمه الله في حادثة سير واخوه بنعاشر الذي فارق الحياة على اثر طعن من طرف مجهول في ليلة عرس واتذكره جيدا رحمه الله ،حيث كان شاب “كامل و مكمول ” من ناحية الزين والقلدة والاناقة ولازالت صورته في ذهني بلبسته البيضاء الرياضية و الصبرديلة والشعر الرطب والقامة الطويلة . ولما حكمت المحكمة بالدية (التعويض) لصالح ام عباس ، خالتي طامو رحمها الله، اشترت منزل بالمحمدية ورحلت من البادية.
=> كنت اخد الفائض من الفواكه (المشمش والخوخ والبرقوق ) وابيعه في السوق وبالتالي اصبح لدي مبلغ مالي لابأس به ، وضربت موعد مع عباس وذهبنا الى شاطئ المحمدية للتبحر وهي اول مرة ازور فيها تلك المدينة وكان بها بساتين وعراسي كثيرة محادية للاحياء وخاصة دواوير من البراريك والعشش ومن بعد بضعة البنايات في العالية ومن بعد السكة والقنطرة الوحيدة تصل الى القصبة وهو الحي الراقي ومن ثم الى شاطئ المرسى و بونبلونداه pont plondin؛
=> متابعة عملية جني التين وتجفيفه وبكميات اكبر مع التوجه نحو جني التين الهندي (كرموس النصارى) من جنانات سحيتات او ديال ولد الجنية او ييسف وبيعه على قارعة الطريق، تلك الأموال المحصل عليها منحتني استقلالية اكثر و قمت بشراء ملابس جديدة وكل ما احتاج اليه بدون اللجوء الى الوالد.
- مع الدخول المدرسي لسنة 1976 \77 ثمت اضافة المواد العلمية الى مقررات المستوى الثالث اعدادي والتي كنت احبدها ومتفوق فيها ( الكمياء والفيزياء والعلوم الطبيعية) ناهيك عن الرياضيات وبالتالي اصبحت احصل على نتائج بميزة مستحسن او حسن tableau d’honneur et encouragements .
اصبح التلاميذ الذين يدسون معي في القسم يافعين ومنهم من اضحى اكثر قوة من الاستاذ مثل بوغابة الذي كانت لديه لحية كبيرة و مجاش عريض وطويل القامة وعدة مراة تعاركوا مع السي بيديكارت الند بالند داخل القسم (الصورة لمسيو بديكاريت) .
و من جهة اخرى اكتسبت عدة مهارات اخرى سواء في فن الرسم اوالغناء او السياسة:
# فبالنسبة للرسم كنت ارسم المشاهير (ام كلثوم ، محمد عبد الوهاب، …) والاصدقاء والأستاذة ومن بعد بعض اللوحات على الورق وعلى الحائط وفعلا ذخلت دات يوم الى قاعة المراجعة ووضعت طاولة فوق الاخرى الى ان بلغت السقف الذي يبعد عن الارض بحوالي 5 امتار وقمت برسم لوحة معبرة وانصرفت وفي اليوم الموالي اكتشف الموظفين والاطفال والأستاذة اللوحة مرسومة بالطباشير الملون على السقف وتعجبوا كيف ثم رسمها على السقف رغم علوه بعدة امتار و تلك اللوحة المرسومة في السقف مكتت لعدة سنوات ولم يتم تحييدها الا لما ارادوا اعادة صباغة المدرسة .
# اما بالنسبة للغناء بدات احفظ عن ضهر قلب اغاني ناس الغيوان وجيل جيلالة والمشاهب واصبحت احسن الضرب على الدربوكة والطام طام وشاركت مع فرقة غنائية من اولاد بنسليمان بمناسبة عيد العرش ولازلت احفظ كل الاغاني الى يومنا هذا.
# اما عن الشق السياسي فقد انخرطت مع مجموعة الرفض في سلسلة من الاضرابات والوقفات الاحتجاجية وخاصة بالداخلية للمطالبة بتحسين الاوضاع او التنديد ببعض الممارسات.
يتبع الحلقة 24.