الحلقة 24 من سلسلة ذكرياتي:
خلال سنة 1977 عشت مرحلة المراهقة بحلوها ومرها :
فمن جهة كنت استغل بعض نقط القوة للتقرب من البنات فمثلا كنت اساعدهن على حل بعض المسألات الحسابية خلال الفروض او الامتحانات و قد حضيت ببعض الحنان بحيت حصلت على هدية من عند احداهم ووجبة غذاء من الاخرى ؛
التشبه بناس الغيوان دفعني اترك شعري يكبر (الهيبي) وجمعت عدة قطع من القماش الملون واعطيتها للخياط الذي اخاط لي بدعية غيوانية وكنت اتبادل بها مع عباس ؛
الذهاب الى السينما مع الاصدقاء وتدخين اول سيجارة من نوع كوول ميني ولكن لم ترق لي وبالتالي لم اداوم عليها؛
ولكن الربحة جبتها لما نزلت في جمعة فضالات بمناسبة عطلة الربيع وممرت بقرب مدرسة فضالات واذا بي أرى بنت من بين مجموعة من الاطفال وتبادلنا النظرات وابتسمت وردت الابتسامة وكانت هي بداية اول علاقة غرامية لي واصطحبت المجموعة الطريق ولازلنا نتبادل النظرات وبعض الكلمات و كلما وصل واحد من الاطفال الى منزله ينصرف و وصلت الى مفترق الطرق لكي اذهب الى منزلنا ولكن اكملت معها الطريق حتى وصلت الى منزل جدها حيث كانت تسكن هناك.
ومن ثم بدات أبحث عن الاسباب للذهاب من قرب منزلها وقد اصبحت اتكلف بالذهاب الى الحانوت والمطحنة والبئر لجلب الماء الحلو ولكن عوض ان اذهب من الطريق المعتاد اصبحت اعرج عن منزلها الذي يبعدني اكثر من 2 كلم في الذهاب والاياب .
ومرت الأيام واصبحت اطلب رخصة الخروج كل نهاية اسبوع عوض الاعياد والمناسبات وعوض ان انزل من الطاكسي في دورة الغنيميين المعتادة والقريبة من منزل الوالد ، اصبحت افضل النزول في جمعة فضالات وانتضار خروج تلاميذ وبنات القسم الخامس لكي ارافقهم في الطريق، ومرة كلمة ومرة ابتسامة ومن بعد عدة محاولات للانفراد ببعضنا البعض ،تمكنت من ضرب موعد معها في جانب السهب من طريق مغاير للطريق المعتاد وبالفعل التقينا وبدانا نتبادل الشعور واطراف الحديث، وفجاة باغتنا خالها وكان يكبرني كثيرا واخرجنا من عالم الاحلام الى الواقع المر وكان يحمل عصا في يده وضربني في الاول واتبعها من بعدي وكلما حاولت ابعاده منها الا واعطاني ضربة وبقيت على الحال وتارة استعطفه وتارة اشتمه حتى وصلنا قرب منزلهم ورجعت الى دار الوالد ووجدت جدتي رحمة الله عليها وسالتني عن مالي في تلك الحالة وقلت لها الصراحة وقالت لي: اربط لي الكرويلة سوف اذهب معك في الحال عند ابيه؟ وفعلا ذهبنا عند ابيه وحكت له ماوقع وشاهد الكدمات على جسمي ونبهت بان لو سمع ابي بالخبر لتقدم بشكاية للى الدرك الملكي واضافت جملة اخيرة انستني كل ما جرى و بقيت راسخة في ذهني وزادتني عزيمة وقوة وهي ” ماعندوش الحق يضربهم… يلا بغاو بعضياتهم نجوجوهم وصافي مريضنا معندو باس) :ارا برع”.
ومن بعد اصبحنا نتبادل الرسائل واول رسالة لازلت اتذكر كلماتها (…..اين اخبئ حبي لك ، وضعته تحت الرمل فمسحته الامواج ، ووضعته تحت التراب فذهبت به الرياح، ووضعته في السماء فمسحته الغيوم ، ووضعته بين الصخور وجرفته الامطار فوضعته في قلبي ولم ولن يقدر احد على مسحه وتحييده….) ياسلام….
اختم الحصة بهاته الذكرى الجميلة والى الحلقة 25