بعد أن أصبح مستقبل المدينة غامضا : إلى عنترة رئيس بلدية المحمدية .. تذكير وإضافات

سيدي الرئيس:  سبق وراسلتك بتاريخ 17 شتنبر 2015. مباشرة بعد أن تم انتخابك لقيادة مجلس تدبير شؤونها المحلية،حيث وضعت لك تشخيصا شاملا لما يجري ويدور بهذه المدينة المكتوب عليها أن تعيش جحيم التلوث والفساد والإداري داخل بلديتها…أزيد من سنة على قيادتك لسفينة المجلس، لم نرى أي تغيير باستثناء التهيئة الجديدة ل(القرقارة)..

وجملة من الوعود العالقة، والاحتجاج والبكاء على الاطلال…والصراعات الداخلية داخل حزب المصباح، أو بينكم وبين حليفكم الاتحاد الاشتراكي الذي أحرجكم برفضه المصادقة على ميزانية 2017 …

 

سيدي الرئيس: لم أجد سوى الاحتجاج والبكاء في مداخلاتك خلال الدورات أو التصريحات والحوارات الإعلامية، وفي تدويناتك على صفحته الرسمية بالموقع الاجتماعي (الفايسبوك)..تخاطب المواطنين والمواطنات بدون غطاء المسؤولية التي تطوعت لحملها… تحتج على الأزبال المتراكمة هنا وهناك، ناسيا أنك المسؤول الأول عن القطاع. وأن هناك دفتر تحملات وجب احترامه من طرف شركة التدبير المفوض لقطاع النظافة. وبإمكانها إرغامها على تنقية وتطهير المدينة. وتصمت على التلوث الأرضي والبحري والجوي الذي تفرزه  شركات بالمنطقة الصناعية… وتعد بقرب بناء مستشفى كبير بالمدينة. وأنت تدرك حق الإدراك أن بناء مستشفى جامعي يتطلب ميزانية ضخمة. لن توفرها وزارة الصحة وحدها. بل يجب أن يوفر الدعم من كل جماعات المحمدية ومجلس العمالة والمجلس الجهوي والمبادرة الوطنية وصناديق أخرى…. ومن الشركات المحلية ، وخصوصا تلك الشركات الملوثة. وتعرف أن الأرض المفروض استغلالها لبناء المستشفى فوقها، هي أرض للخواص. حسب تصميم التهيئة الجديد. وأن الأمر يتطلب سلك مسطرة نزع الملكية التي قد تطول لسنوات.

  

 

… سيدي الرئيس: قبل أن تدخل غمار الانتخابات الجماعية، التي توجتك على رأس البلدية. لابد وأن حزبك (وهو الحزب الحاكم حينها ولازال)، كان قد اطلع على كل صغيرة وكبيرة بالمدينة. ووقف على الحاجيات والإكراهات… وأكثر من هذا فإن حزبك كان قد خاض الانتخابات حاملا برنامجا إصلاحيا مبني على تشخيص واقعي… أقول هذا لأنني استغربت كيف أنك تأتي بعد مرور أزيد من سنة لتركب على موجة الديون العالقة. حديثك الأخير يوحي وكأنها فوجئت من قيمة الديون التي تغرق الجماعة الحضرية. ومن النفقات الضرورية السنوية الخاصة بأجور الموظفين وتعويضاتهم وباقي التزامات الجماعة التي حددتها في 10 مليار سنتيم سنويا. وديون البلدية التي حددتها في 13 مليار سنتيم، وهي ديون تعود لعدة سنوات، بل بعضها لعدة عقود… وفي كل سنة يتم التغاضي عنها..  وتأتي في الأخير وتقول إن البلدية عليها أن توفر مدخولا يصل إلى أزبد من  30 مليار سنتيم، للتمكن من تلبية حاجيات المدينة… وطبعا فهذا مستبعد كثيرا في ضل الوضع الحالي، وتزايد الباقي استخلاصه، و… وهذا يعني أنك تضع (العصا) في عجلة التنمية بالمدينة… فالديون والنفقات العادية ومداخيل الجماعة … تعرفها كلها بالأرقام والمعطيات قبل أن تصبح رئيسا للجماعة… وعلى أساسها وضعت أنت وحزبك البرنامج الانتخابي للإصلاح.. وإن كنت فعلا لا تعرفها. فإنك ستكون قد كذبت على الناخبين في حملة الانتخابية للرابع من شتنبر 2015، ووعدتهم بوهم الإصلاح..

  

 

 

سيدي الرئيس: ألا ترى أنك لا تعطي لمقعدك كرئيس للجماعة قيمته الحقيقية وحقوقه المشروعة في الدفاع باستماتة على مصالح المواطنين. ألا ترى أن باشوية وعمالة المحمدية، تتدخلان بدلا منك في أكثر من مناسبة وبدون مناسبة. وأن ممثليهما يقفزان على مهامك. في عدة مناسبات. بل إنك تجاريهما في عدة إجراءات بدون التدقيق والبحث فيها..

بل إن هناك أحد نوابك يوجهك في كل صغيرة وكبيرة. حتى أصبح لدى السكان هو الرئيس الحقيقي. وأصبحت أنت مجرد صدى تردد ما يقول… فأرجو أن تعود لتدويناتك الأولى عن لقاءاتك التي تطبل فيها وتغرد لهذا المسؤول أو ذاك. كلما اجتمعت مع أحدهم…وهم يطلقون الوعود الكاذبة… بشأن مشاريع الوهم ….التي يجدون لها فيما بعد ألف مبرر لتأجيلها أو لتبخرها…   

 

بل إن الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية كلها أبانت على ولاءها للسلطة. عندما أقدمت على تنظيم وقفة أمام مقر عمالة المحمدية… وقفة لا هي باحتجاجية ولا تضامنية ولا… وقفة من خاص سأطلق عليها اسم (وقفة اعتذارية). لتكون مولودا جديدا في عالم الوقفات من اختراع حزب المصباح. وجاءت طبعا بعد أن أقدم بعض المحسوبين على الحزب باتهام عامل المحمدية بتزوير الانتخابات التشريعية الأخيرة.علماء الحزب بالمحمدية هم من أخطئوا في الحساب. وهللوا قبل الأوان بحصولهم على مقعدين في البرلمان. وقد حصلوا على مقعد واحد فقط في خص وكيل لائحة الحزب (سعد الدين العثماني)… ألم يكن يكفي الاعتذار الشفهي أو الكتابي من طرف المعنيين بالاتهام.

 

 

 

سيدي الرئيس:  مدينة الزهور تتكون من أسر طيبة ومغاربة شرفاء، أنجبوا الطاقات والكفاءات في كل المجالات. وتركوا بصمات قوية وطنيا ودوليا بقدراتهم الشخصية ووطنيتهم. لكن الوضع الحالي للمدينة أسدى بضلاله على كل البيوت. لم نعد نسمع زغاريد المتوجين والفائزين ثقافيا ورياضيا وفنيا وتعليميا وعلميا…داخل تلك المنازل. ولا أفراح الزفاف والختان و… بسبب انتشار الفقر والأمراض وسط البيوت. أوصيتك بتشكيل لجنة لإحصاء المرضى وأنواع الأوبئة التي أصيبوا بها، لتعرف مدى خطورة الجرائم التي ارتكبت وترتكب في حقهم. ولتبحث عن حلول لوقف هذا الزحف الوبائي. ولتعرف كم من الأطفال والشباب ضاعوا وآخرون سيضيعون، بسبب ما تنفثه مداخن المصانع وقنوات صرفها. وبسبب الإحباط الرياضي والثقافي والفني والعلمي….وبسبب البطالة حيث تختار معظم الشركات تشغيل شباب من خارج المدينة…

 

 

 

 

… سيدي الرئيس: إننا نعلم أن الفساد المشتري بالمدينة منذ القدم، وأنه مثل مرض الروماتيزم (البرودة)، الذي يصيب المريض لعدة سنوات، يحتاج إلى سنوات لاقتلاع جذوره، لأن رموزه يتقمصون أدوارا وهويات مختلفة، وبعضهم من فئة المتحولين الذين يظهرون في صور لكائنات غريبة. وقد يكونون من بين أقرب المقربين لك. لكننا نعلن أنك تطوعت لعمل الخير، وأنك لا شك ستتفرغ لهذا العمل النبيل، وأنك ستوقف كل مشاغلك ومهامك الأخرى، ما عدا طبعا مهمتك كرب أسرة. لكن أملنا أن تكون مثابرا وصبورا، وقادرا على تقبل الصدمات والهزات، والعودة سريعا من أجل الرد والتصحيح. وأملنا أن تبدأ رحلة البحث عن التنمية التي تليق بشعب (المحمدية) الطيب والكريم.

 

 

 

…  سيدي الرئيس: لابد لك أن تشكر الله الذي قلدك هذه المهمة، وكلفك بتصحيح أوضاء سيئة. لأنك ستلقى أكبر جزاء من عند الله. ألا وهو جزاء (من تقضى على أياديهم حوائج الناس). والتي هي آخر فئة ستدخل الجنة. لابد أن تشكره كذلك لأنه اصطفاك  وجعلك على رأس (خزائن المسلمين) بالمحمدية. تلك الأرض الطيبة، أرض (الفضاليين والزناتيين والمجدبة)، والتي كانت من قبل جنة خضراء، حيث الخضر والخضرة والأراضي الزراعي. إلى درجة أنه تم بناء ميناء بها لتصدير القمح. والذي تحول إلى ميناء لاستيراد النفط والأوبئة.

     

… سيدي الرئيس: إن الأرض التي تستنزف يوميا من طرف لوبي العقار والتجارة والسماسرة، ومع ذلك تترك للمواطن البسيط لقمة العيش في كرامة، لهي أرض مباركة و(فياضة)، وعليك تقبيلها قبل دخولك كرئيس لمقر البلدية. أو تدري سيدي الرئيس أن الأم التي ترضع مواليد الجيران، يزيد حليبها ويفيض إلى درجة أن بعض النساء القرويات يضعنه في أكواب ويرضعن به حتى صغار الماشية. وأن البئر التي يشرب منها الأهل والأقارب لا تجف. عكس البئر الممنوعة (المحرزة) من طرف صاحب الضيعة على العموم. فكيف إذن إذا دخل عنترة (بن الشداد)، لوقف الفساد، وتحصين خزائن المحمدية، وهو يعلم أنه مشدود ومدعوم من طرف السكان.    

 

 

 

… سيدي الرئيس: أتمنى أن تكون حسنا اسما وسلوكا طيلة ولايتك الجماعية، وأن تكون (عنترة بن الشداد)، في تصديك للفساد والمفسدين. وأن تدرك حق الإدراك أنك وأعضاء مكتبك المسير (الآمر الناهي)، تحملون مسؤولية جسيمة من طرف الفضاليين الذي ذاقوا العذاب والتلوث والإهمال بكل أنواعه. وعليكم إنقاذ المدينة من أنياب لوبي العقار والعابثين الذين يسعون وراء المال، ويتنافسون من أجل رفع أرصدتهم في البنوك. دون اعتبار للأسر والشباب والأطفال. وأتمنى لك من كل قلبي التوفيق والتوافق مع حلفائك، وإيجاد توطئة لإخراج المدينة من عنق الزجاجة، التي علقت فيها. وأن تفطن إلى كل المؤامرات التي يمكن أن تتعرض لها، والتي قد يحيكها لك أقرب حلفائك. لذا أوصيك بالاستشارة وعدم التسرع في اتخاذ القرارات، وأن تساير تفاعلات المجتمع المدني وتدرس نبضاته.  

أتمنى أن تعطي الأولويات لمحاربة التلوث البحري والأرضي والجوي ، وإحداث مستشفى يليق بالمدينة. وإرغام الشركات والمصانع على احترام دفاتر تحملاتها، وجعل أصحابها يدعمون التنمية بالمدينة وإنعاش الشغل. وإطلاق سراح المشاريع العالقة (القاعة المغطاة، المسبح البلدي، حديقة المصباحيات،…). وتصحيح الأوضاع بعدة مناطق عرفت تبذيرا للمال العام، وإحالة ملفاتها على القضاء (قرقارة القصبة، القاعة المغطاة، تهيئة لاكورنيش، تعبيد الشوارع والأزقة…). وحماية مكتسبات المدينة وتراثه (القصبة، النخيل، المنطقة الرطبة، القصبة، الجامع الأبيض… ، وإعادة تهيئة مجموعة من شوارعها وأزقتها (شارع الحسن الثاني، مدخل المدينة الساحلي من البيضاء، …). وإعطاء عناية خاصة بقطاعي الرياضة والثقافة.     

 

سيدي الرئيس: اعلم أن سكان مدينة المحمدية يئسوا من الوعود الكاذبة. محبطين من جراء التلاعبات والفساد الذي استشرى طيلة عدة عقود داخل البلدية، ومن جراء المشاريع الفاشلة والواهية والأموال التي تم تبذيرها هنا وهناك دون وجه حق، وبعيدا عن أوليات الأرض والعباد. حزب العدالة والتنمية  

 

فلتعلم أخي أنك الآن ووفق النظام الجديد المنظم للانتخابات الجماعية، تتمتع بصلاحيات أكبر وأوسع، وأهمها انك الآن أنت الآمر بالصرف المالي لأموال الشعب، وأن عمالة المحمدية لم تعد لها أية وصاية عليك. وأن المعارضة وإن وجدت الآن أو تشكلت فيما بعد فإنها لن تعرقل مشاريعك، حتى لو فاق عددها نصف عدد المستشارين بالمجلس.