بديل الثقافة و الفن

فلسطين: استحالة إقامة الدولة للكاتب والصحفي عبد الحق نجيب

قراءة في الكتاب للكاتبة هناء ميكو

فلسطين: استحالة إقامة الدولة
كتاب مؤثر نابع من الأحشاء
للكاتب والصحفي عبد الحق نجيب
قراءة للكاتبة والدكتورة Imane Kendili
ترجمة للكاتبة Hanae Mikou

كتاب قيم يعج بالتساؤلات الصحيحة التي تصب في عمق الأحدات الملتهبة الآنية.
تتناول بالتحليل الصراع الأزلي الفلسطيني الإسرائيلي تأريخا لذاكرة الأحداث وحفضا لها من النسيان في الفترة مابين ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ إلى الآن.

تساؤلات عميقة وصحيحة تذهب مباشرة إلى لب الموضوع تليها اقتراحات و تفكير وتحليل بغية تقديم بعض الأجوبة لحرب وحشية أتت على الأخضر واليابس على مرئى ومسمع العالم دون أدنى رد فعل أو تفاعل.
لامبالاة كارثية وكأن الأمر لا يخص مخلوقات إنسانية لها الحق في الحياة والعيش الكريم بسلام وحرية في وطنها دون عنف أو تمييز عنصري أو عرقي أو ديني.
المفزع أن العدوان خلف حتى الآن ٣٠٠٠٠ قتيل فلسطيني من نساء وأطفال ورجال.
ماذا يقع إذن في فلسطين اليوم?
لماذا بقي هذا الصراع كل هاته العقود من الزمن دون أمل لتسوية الوضع ?
هل استمرار هذا الوضع في الشرق الأوسط يشكل أهمية كبر تخدم القوى العظمى التي تمسك بزمام الأمور في تسيير العالم أم لا ?
من لهم المصلحة في تكرار جرائم التقتيل بفلسطين أمام أنظار المجتمع الدولي الذي يلعب دور المتفرج
متحججا بتعاليق قمة في السخافة
تاركا المنطقة تغرق في بحر العنف
وبراثين الوحشية?
لما ياترى لم يستطع العالم بكل قواه العظمى بداية بالولايات المتحدة الأمريكية ومرورا بالإتحاد الأوروبي وروسيا والصين والبابان من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية?
ما الذي يخفونه ويضمرونه?
لما الدول العربية لا تحرك ساكنا وكأن الأمر لا يعنيهم?
أين هي نخوة العروبة و الرجال والنساء الحرائر اللذين يدفعون دمائهم وأرواحهم فداءا لأوطانهم?
أهي عدم القدرة على توحيد الكلمة من أجل فك لغز هذا الصراع الأكثر دموية و قدما في العالم المعاصر?
ماهي الدسائس والمراوغات التي تتبناها الولايات المتحدة واللعبة القدرة ذات الرائحة النثنة والملمس الرخو الذي تتقنع به متجردة من دورها كقوة عظمى، مكتسية لباس التعاليق والتهديدات التي لا طائل منها?
من له حق السلطة لإيجاد حل جدري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي المتمثل في القضية الفلسطينية ?
هل الدولة الفلسطينية لها وجود أو كيان حقيقي أم هي مجرد مشروع دولة تم إحباطها وهي لازالت نطفة في رحم الأم?
من يُسير فلسطين هل هي منظمة التحرير الفلسطينية أم حماس?
لما وبالرغم من كل المساعدات الدولية والمساندة المكثفة من طرف المغرب الأراضي الفلسطينية لم ترقى بعد لمستوى حضارة المدينة، لا زالت تعج بالسكن العشوائي?
غياب مهول للبنية التحتية وفقر مدقع يكرس للهشاشة مكان.
أين تذهب المساعدات الموجهة لفلسطين ومن المكلف بشقها المالي ?
لما لا نرى أثرا إيجابيا لها على أرض الواقع لنتمكن من تجلي الفرق وملاحظة التغيير كون الفلسطنيين يعيشون بأضعف الإيمان وماقل وذل من الأشياء?
ماهي مكانة العرب الآن في إسرائيل?
لماذا تتكاثر المستعمرات رغم العقوبات المفروضة من طرف المجتمع الدولي?
لما يستحود حزب اليمين ومن يمثلونه على شرف لقب المواطن في إسرائيل في حين أصوات باقي المواطنين المسالمين تبقى غير مسموعة ولا يعار لها أي انتباه?
وكأن كل المجتمع الإسرائيلي متفق مع الخُروقات المُرتكبة من طرف تلئبيب.
من يتذكر كيف بدأ الصراع?
لما ثم إنشاء دولة إسرائيل في الشرق الأوسط بالذات?
لما فلسطين مقسمة إلى إقليمين?
هل فلسطين بلد?
لما هذا التصعيد في العنف والتقتيل?
كيف تفسر إسرائيل هذا العنف الموجه ضد الشعب الفلسطيني?
كيف يدافع الفلسطينيون عن أنفسهم ?
ما الذي يمكن أن يقع لتحرير المنطقة من قيود الحرب ليعم السلام?
لماذا تبنت الإدارة الإسرائيلية قرار الحرب?
لما شمعة القادة العرب منطفئة وخجولة أمام المجتمع الدولي و لا تُأخَدُ قرارتهم عل محمل الجد?
كيف تم قتل هذا العدد الموهل ٣٠٠٠٠٠فلسطيني بكل هاته البساطة في فترة وجيزة ٦ أشهر من ٣ أكتوبر إلى الآن والعالم يتفرج بسبب العدوان الصهيوني دون حسيب أو رقيب ودون نداء لاتخاد الإجراءات اللازمة وإعلان حالة الطوارئ لإيقاف النزيف الدموي اليومي?

كيف يمكن اعتبار دفاع الفلسطنيين عن أنفسهم بحركة حماس أو غيرها تطرف أم إرهاب?
أين تكمن حدود المقاومة في مواجهة المحتل المتطرف?
كيف يمكن تفسير كون الأغلبية من الطبقة السامية الإسرائيلية تشجع سفك الدماء?
كيف يُعقل أن النخبة السياسية الفلسطينية فاسدة ?
ماهو دور المملكة العربية السعودية وإيران في كواليس الصراع العربي الإسرائلي?
ماجدوى كل هاته التظاهرات المناهضة للإحتلال لفاعلين فلسطنيين إذا كانت القوى العظمى تلعب دور الأصم والأبكم أمام صراع منغمس في الدم?
هل إسرائيل تلعب دور الضحية والمسكنة لجلب التعاطف من أجل الدفاع عن نفسها علما أنها أقوى وتبيد الناس العزل الغير مسلحين أم ياتراها تلعب بالأذقان في حرب غير عادلة أمام أنظار العالم?

للإجابة على كل هاته الأسئلة يجب الرجوع إلى أصل المشكل و كل ما يتفرع عنه من قرارات اتخدت منذ حوالي ٧٠ سنة. من طرف بريطانيا وفرنسا كمسؤولين أساسيين في إشعال فتيلة الحرب منذ البداية
بعد هيمنة طويلة للإمبراطورية العثمانية حيث ترجموا ذلك على الواقع باختيار الشرق الأوسط كبقعة لزرع دولة إسرائيل، هاته الأخيرة التي قدمت براهين وأدلة تاريخية على أن فلسطين هي أرضها المقدسة وأصل وجودها
نفس السيناريو يتبناه الفلسطنيون
كل حسب عقيدته ومبادئه الدينية
هذا الخلاف أفضى إلى جعل مدينة القدس بؤرة خوف وتقتيل لم تعد تملك من القدسية إلا اللقب والحكي التراجيدي الساخر المخلف لآلاف القتلى من الجانبين.
السؤال المطروح الآن هل من الممكن في ظل الوضع الحالي ترسيخ تعايش فلسطيني إسرائيلي دون سفك للدماء دون تقتيل دون معتقلين دون هجومات عسكرية دون خسائر مادية ومعنوية دون ضمانات.
لما لا تعاقب إسرائيل على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني كما عوقب سلوبودان ميلوزوفيتش رئيس يوغوزلافيا بالسجن حتى الموت
كما عوقبت صربيا باحتلالها لكوصوفو لما يكون الأمر عاديا حينما يخص بلدان أخرى كحرب البلقان بين كرواتيا وصربيا، البوسنة والهرسك، الكورديون بشمال العراق
كل الحروب وجدوا لها حلا لما يكون الأمر مختلفا حينما يخص إسرائيل.
أمر يدعو للتساؤل ولكن الجواب أكبر مما يتصوره العقل إنه جنون العظمة والإعتقاد بأن اليهود هم أصحاب العرق السامي، أو أن منطقة الشرق الأوسط هي محاولة لإعادة التوازن بين القوى العظمى.
عرف اليهود عبر التاريخ بالدهاء والفكر والعلم في كل الميادين لو استغل في شقه الخَيِّر لأصبح للعالم شأن آخر نعترف بهاته الحقيقة لكنه للأسف وُضِّفَ في جانبه الشرير
لاعبين دور الضحية، مستغلين مساندة واشنطن ومتحكمين في مواردها الحيوية والسياسية ومجارين للمناهضين لهم لتحقيق مآربهم
ساعدهم في ذاك ضعف الدول العربية المنشغلة بصراعاتها الداخلية
وشعور دول الخليج بالإضطراب من جراء الخوف وكأن سيف أوقليدس وضع على أعناقهم
بالإضافة للإتفاق الموقع في تركيا بعدم التعرض لها
هشاشة طهران والقاهرة وبيروت التي أنهكتها حرب الميلشيات، عمان
إذن من يهدد إسرائيل?
إسرائيل بلد يعتبر نموذج ناجح في منطقة الشرب الأوسط لديه قوة عسكرية واقتصادية لا يستاهن بها بعيدة كل البعد عن مجموع الدول العربية.
فاقت كل التوقعات كونهم يحضون بمساندة اللوبيات الإسرائيلية المحترفة ذات التأثير الكبير على أمريكا هاته الحماية الغير الطبيعية قد تصل إلى إرصاء حاجز كبير بين فلسطين وإسرائيل كذاك الجدار الذي نراه بين الحدود المكسيكية وجنوب الولايات المتحدة الأمريكية يشبه الكامليون عبارة عن سلسلة متقطعة من العوائق المادية المصنفة ضمن الأسوار
يشبه الفلسطنيون أولئك السجناء المعزولين في جزيرة وسط بحر موحش كالرهائن.
شعب يعيش على الإحتياطات مهدد بالمستعمرات الإسرائلية التي تنمو وتتكاثر في غزة والضفة الغربية كفيروس مميت.
لم يعد هناك جدوى للتساؤل لما يفعلون كل ذلك هذا واضح للعيان لقد اعتادوا هاته الممارسات حتى أصبحت عادية دون عقوبة دون حصر أو حدود بقانون الغاب والبقاء للأقوى
من منظور آخر نتسائل عن وضعية العرب الإسرائليين اللذين يناهزون مليوني مواطن أظنها ليست من عِلِّيَةٍ القوم هي فقط مكانة من الدرجة الثانية تشكل % ٢٠ من ساكنة الدولة العبرية لكنها تبقى تحت عرضة التمييز العنصري محرومين من حقوق الإنخراط في الحقل السياسي الحكومي بالكنيست.
أغلبية عرب إسرائيل هم فلسطنيين عاشو بأرض مهداة لإسرائيل من طرف الولايات المتحدة الأمريكية في إطار مشروع التقسيم سنة ١٩٤٧.
أو عائدين من من حرب ١٩٤٨ بعد إعلان الإستقلال.
يعيشون في جاليل شمال البلاد ونزاغيد باعتبارها أكبر مدينة أغلبية سكانها عرب % ٩٠ منهم مسلمين و% ١٠ مسيحيين لكن لا حول لهم ولا قوة
لماذا هم مجردين من أي سلطة تأثيرية على السياسة الإسرائيلية?
من يحرك خيوط التحالف والإئتلاف?
لماذا % ٢٠ من الساكنة العربية الإسرائيلية ليس لديهم أصوات وازنة وداتُ صيتٍ لاتخاد القرارات الحاسمة لتلئبيب.
مشين هذا الوضع المستنسخ عن الأبارتايد، من جهة مواطن إسرائيلي ليس يهودي ذا أصل فلسطيني
من جهة أخرى مواطن فلسطيني الذي يتجرع الأمرين من طرف الدولة العبرية
كيف يمكن أن نأمل بداية حل في ظل ظروف معقدة متطرفة.
يجب أن نكون واقعيين ونفهم أنه من البديهيات أن إسرائيل فوق كل القوانين الدولية.
يكفي أن تمرر خطاب الإرهاب
لتبرير هجوماتها على المدنيين وخير دليل هو زرعها المستمر للمستعمرات كتكريس لسياسة الإستيطان مبررة ذلك بإعادة إسكان الشعب اليهودي الشيء الذي يؤدي إلى هروب السكان الأصليين إلى لبنان والأردن كلاجئين سياسيين كلها عوامل تسهل الإحتلال على استعمار المزيد من الأراضي الفلسطينية بين غزة والضفة الغربية.
الشيء الذي لا معنى له وعبثي حيث يسود قانون الغاب واللامنطق.
أمام هاته المعادلة ذات الأبعاد المهيمنة.
هل يمكننا التفكير في حل سلمي لهذا الصراع يضمن حسن الجوار للدولة الإسرائيلية واستقلالية لتقرير المصير للفلسطنيين بدولة وعاصمة تستحقتن هذا الإسم وشعب حر دون تهديد?
للإجابة على هذا السؤال يجب معاينة الحقائق في الميدان
كل الإشارات لتثبيب السلام بين أطراف النزاع حمراء للأسف.
فقط الزيادة في إضرام حطب الحرب هو الذي يفرض نفسه وبقوة على مرئى ومسمع من العالم الذي يعتبر شاهد عيان على أبشع جريمة ضد الإنسانية.
هذا هو مضمون نص كتب بحروف
من نار بهدف تأريخ الإبادة الجماعية.

 

الكاتبة ميكو هناء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى