بديل الثقافة و الفن

ضحكة الفقصة: نية طيبة في مواجهة الطمع والفساد

رواية قصيرة: "ضحكة الفقصة "

🖋️ضحكة الفقصة: نية طيبة في مواجهة الطمع والفساد

في قلب مجتمع يعاني من وطأة الفساد والطمع، تبرز قصة “ضحكة الفقصة” كرمز للأمل والنية الطيبة التي تصمد أمام عواصف الظلم. هذه القصة تحكي رحلة مجموعة من الأفراد من خلفيات مختلفة: صحافية شابة، وسياسي منتخب طموح، وناشطة اجتماعية، ورجل أعمال، وشاب فقير، اجتمعوا معًا ليزرعوا بذور التغيير، مؤمنين بأن النية الطيبة والعمل المشترك قادران على قلب الموازين وإعادة البسمة الحقيقية إلى وجوه الناس.

📌مقدمة
في زمن كثرت فيه الوعود الكاذبة وتلاشت فيه معاني العدالة، يبقى الأمل هو الشعاع الذي ينير دروبنا. “ضحكة الفقصة” ليست مجرد تعبير عابر، بل هي رمز لقوة النية الطيبة التي تقاوم الطمع والفساد.
تأخذنا هذه القصة في رحلة إنسانية عبر حوارات ومواقف حقيقية، حيث يلتقي الطموح بالواقع، ويبدأ التغيير من نواة صغيرة تنمو لتشمل الجميع.

🔷رواية قصيرة: “ضحكة الفقصة ”

في زقاق ضيق من أزقة الحي الشعبي المزدحم، جلست ليلى في مقهى صغير يعبق برائحة القهوة والخبز الطازج. كانت تكتب في دفترها كلمات تعكس واقع الناس:
“بقى فيا مسكين دار ضحكة ديال الفقصة …” همست لنفسها، وعيناها تلمعان بالأمل والحزن معًا.

اقتربت منها فاطمة، الناشطة الاجتماعية التي تعرفت عليها منذ فترة، وجلست بجانبها بابتسامة دافئة:
“أختي، شفتي على نيتو الطيبة، غادي يرزقو ربي ببنت ناس وغادي يبارك لهم الله فداك شوية.” قالتها وكأنها تزرع بذرة أمل في قلب الشاب ياسين، الذي لم يكن بعيدًا عن المكان.
ابتسمت ليلى وقالت: “فعلاً، شحال من واحد كيشد كثر وهي كتشد كثر، وقلة نية وطمع وتحريميات… البراكة كطير من رزقهم.”
في ذات الوقت، كان سامي، السياسي المحلي، يحضر اجتماعًا رسميًا في قاعة البلدية، متحدثًا بحماس:
“نحن نعدكم بتغيير حقيقي، سنحارب الفساد ونوفر فرص العمل للجميع.”
لكن حسن، رجل الأعمال الذي يعرف خفايا السوق، رد بهدوء وواقعية:
“لكن الواقع الاقتصادي معقد، الطمع والتحريميات تزيد من المشاكل، ولا يمكن تجاهلها.”
أجاب سامي بثقة: “هذا ما سنعمل عليه، نحتاج إلى نية صادقة من الجميع.”
وفي ورشة عمل اجتماعية، تحدثت فاطمة بحماس:
“المجتمع يحتاج إلى تضامن، لا يمكن للرزق أن يطير بسبب الطمع فقط، بل بسبب غياب العدالة.”
ابتسمت ليلى وقالت: “وأنا سأكتب عن هذا، عن قصص الناس الذين يعانون بسبب الفساد والطمع، وعن الأمل في التغيير.”

في مكتب حسن، التقت ليلى به لسؤال أكثر عمقًا:
“حسن، أريد أن أفهم أكثر كيف يؤثر الطمع والتحريميات على الاقتصاد المحلي؟”
شرح لها حسن: “الطمع يظهر عندما يسعى البعض لتحقيق أرباح سريعة على حساب الآخرين. بعض الشركات الكبرى تستغل نفوذها لفرض شروط غير عادلة على الموردين، وهذا يضر بالفقراء ويزيد الفجوة الاقتصادية.”
سألت ليلى: “وهل هناك حلول واقعية يمكن تطبيقها؟”
رد حسن: “نعم، الشفافية والمحاسبة، ودعم المشاريع الصغيرة التي تعتمد على نية صادقة، هي الطريق. لكن هذا يحتاج إلى دعم سياسي واجتماعي.”
وخلال المؤتمر الصحافي بالبلدية ، أعلن سامي:
“اليوم نطلق مبادرة جديدة لمحاربة الفساد وتعزيز فرص العمل.”

قاطعته فاطمة بحزم: “لكن لا يكفي الكلام، نحتاج إلى إجراءات ملموسة، مثل مراقبة الصفقات الحكومية ودعم الفئات المهمشة.”
ابتسم سامي وقال: “هذا جزء من الخطة، وسنكون شفافين في كل خطوة.”
كانت ليلى تسجل كل كلمة، عازمة على متابعة تنفيذ الوعود.
وفي ذات قاعة البلدية، دار حوار مجتمعي بعد الندوة الصحفية ،حيث قالت فاطمة:
“نحن بحاجة إلى بناء مجتمع مبني على الثقة والنية الطيبة، حيث لا يطير رزق أحد بسبب الطمع أو الفساد.”
سأل أحد الحضور: “لكن كيف نثق في السياسيين وهم غالباً ما يخونون الأمانة؟”
ردت ليلى: “من خلال الصحافة الحرة والشفافة، وسنكون صوتكم لنكشف كل ما يعيق التقدم.”
أكد سامي: “وأنا ملتزم بأن أكون خادماً للشعب، لا للمال أو المصالح الشخصية.”

فييوم السوق الاسبوعي الشعبي، كان ياسين، الشاب العامل في ورشة صغيرة، يواجه سامي بغضب:
“سيدي سامي، وعدت بتغيير حياتنا، لكن الأسعار ترتفع والفساد لا يزال موجودًا! كيف نثق بك؟”
أجاب سامي بحزم: “ياسين، أعرف أن الطريق صعب، لكن لا يمكن أن يحدث التغيير بين ليلة وضحاها. أحتاج إلى دعمكم وصبركم.”
قال ياسين: “الصبر له حد، يا سيدي! الناس جوعى، والنية الطيبة وحدها لا تكفي.”

يعود ياسين إلى ورشته، التقت به ليلى مرة أخرى، وسألته:
“بقيتي فيا آمسكين داير ضحكة ديال الفقصة… كيف تحافظ على أملك رغم كل الصعوبات؟”
نظر ياسين إلى يديه المتعبة ثم رفع رأسه بثقة وردد مبتسمًا:
“أخويا، شفتي على نيتك الطيبة، غادي يرزقك ربي ببنت ناس وغادي يبارك لكم الله فداك شوية. هادي هي اللي كتخليني نكمل.”
ابتسمت ليلى وقالت: “يعني رغم كل الطمع والفساد، أنت ما زلت مؤمن بالنية الطيبة؟”
ضحك ياسين ضحكة خفيفة: “ضحكة الفقصة بالعكس… الناس كيشوفوا الدنيا بالعكس، لكن أنا كنشوفها بالأمل. شحال من واحد كيشد كثر وهي كتشد كثر، وقلة نية وطمع وتحريميات… البراكة كطير من رزقهم.”
سألت ليلى بحزن: “كيف تبقى قوي وسط هاد الظروف؟”
أجاب ياسين: “النية الطيبة هي اللي كتدير الفرق. غادي نكمل نزرع الخير، حتى ولو ما شفتش نتيجته دابا.”
تنهدت ليلى وقالت: “قصتك هي الأمل اللي خاص الناس يسمعوه. غادي نكتبها بكل صدق، باش توصل لكل واحد محتاج يسمعها.”
ابتسم ياسين: “الله يبارك فيك، يا ليلى. نيتك طيبة، وربّي يرزقنا جميعاً رزق مبارك.”

وفي اجتماع مشترك جمع كل الشخصيات، قالت فاطمة:
“ياسين يمثل صوت الفقراء، ووجوده معنا مهم ليكون التغيير حقيقيًا.”
قال حسن: “يجب أن نخلق فرص عمل حقيقية تدعم الشباب مثله.”
تعهد سامي: “وأنا أعدكم بأن نضع خطة واضحة لمكافحة الفساد وتحسين الظروف.”
قالت ليلى: “سأكون عين المجتمع وأذنهم، لن نسمح لأي نية سيئة أن تعطل التقدم.”

وهكذا، بدأت بذور التغيير تنمو في القرية، حيث تعاونت الصحافة والسياسة والاقتصاد والمجتمع المدني، ليصبح شعارهم:
“نية صادقة، عمل مشترك، ورزق مبارك للجميع.”

تحولت “ضحكة الفقصة” من مجرد تعبير إلى رمز للفرح الحقيقي الذي ينبع من التغيير الحقيقي.

لنختم على أنه في عالم تتقاطع فيه المصالح وتتقلب فيه الأقدار، تبقى النية الطيبة هي النور الذي لا يخبو. قد تكون الضحكة أحيانًا “ضحكة الفقسة بالعكس”، حيث تبدو الحياة صعبة والظروف قاسية، لكن الإيمان بالخير والعمل المشترك قادران على قلب الصورة، وتحويل الألم إلى قصة نجاح، والظلام إلى شعاع نور يضيء دروب الجميع.
تلك هي رسالة “ضحكة الفقسة”: أن النية الصافية، مهما واجهت من تحديات، تزرع الأمل في القلوب، وتفتح أبواب الرزق والبركة. فلتكن هذه القصة نبراسًا لكل من يؤمن بأن التغيير يبدأ بخطوة، وبأن الفرح الحقيقي يولد من رحم الصبر والعمل الصادق.
في كل زاوية من زوايا الحياة، يكمن الأمل في نية صادقة وعمل متواصل. لا تدع اليأس يسرق منك إيمانك بالخير، فحتى في أحلك اللحظات، تشرق شمس جديدة تحمل معها فرصًا للتغيير والنجاح. تذكر دائمًا أن النية الطيبة هي بذرة البركة، وأن العمل المشترك هو الطريق لبناء مجتمع أفضل.

اقتباس ملهم
“ليس المهم كم تأخرت الخطوة، بل الأهم أن تكون نيتك طيبة، وأن تسير بها نحو غدٍ أفضل.”

حميد فوزي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى