من ديوان الكاتب والشاعر الفلسطيني خليل حسونة ..هكذا هي غزاتا..
هناك في غزة ....

هناك في غزة
(1)
بغزة..
رجال أفراحهم صارت عزاء ..
اطفالهم ولدوا في جحيم المخيم
رافعين رايات صبرهم ..
وعزمهم منذ الابتداء
شرابهم ملوحة البحر ..
سقوف بيوتهم خيام
دوما معانقة للخواء
والأُمهات بها كما شاءت الارض
حاملات جنون عشقهن
وحكايا الجدّات والآباء
(2).
بغزة تطل البلاد كل صباح ..
علي صخب ” القيازين ”
والزمان الحزين
يحرق الاوردة..
مزق الخيام تلمُ بين طياتها
ذاك الخطر
بلا رافد او نفر
وبلا اعمده
الامهات
اشراقاتهن رغم الوجع
يلملمن حكايا اطفالهن
بلمسات الوداع
ولهفة مُفردة
ترجل الوقت ..
وهبّ الزمان
يراوح بين جدران الصدي ..
ولهاث المدي
ثغاء الأفئدة ..
يلمه رجال
يراوحون بالصبر
بين الحجاره والشباك
وخيام مُجندله بالعراء ..
بلا اعتدة
حكايات اطفال البلاد
بلا عداد
أكفان علي الطرقات صامتة ..
ممددة ..
قطرات دماء .. نتفُ شواء
حاصرتها العربدة
تشير للأهل والأصدقاء ..
صارخةٌ .. نحن هنا ..
لكن أبوابهم موصدة
(3) .. ..
لم يزل الموتُ يتربع علي كرسي
أحلام البلاد دون خفوت
يشد اطفالها
من ياقاتهم ..
نحو معابر الموت
عالم مقيد بالسكوت
والامهات لم يعد الحب لديهن
أكثر من اهازيج من ماتوا
وصولة ” المعتمد”
مدد .. مدد
إنها غزة ..
شيوخهم والولد
من تحت رُكام البيوت
ينادون رغم نثار اللحوم البشرية
أبداً ..
لن نموت ..
من ديوان الكاتب والشاعر الفلسطيني خليل حسونة : هكذا هي غزاتا الصادر عن دار الادهم بالقاهرة 2024