بديل تربوي

عبد الحق نجيب يفتح ملف “المغرب وتحديات المستقبل”: قراءة جريئة في واقع متحول

يعود الكاتب والمفكر المغربي عبد الحق نجيب إلى واجهة النقاش الوطني بعمل فكري جديد يحمل عنوان “المغرب، تحديات المستقبل”، صادر عن دار أوريون للنشر، ليواصل بذلك مسيرته البحثية في تحليل الواقع السياسي والاجتماعي المغربي بعمق فكري وجرأة فكرية تميز مشروعه منذ سنوات.

بين النقد البنّاء وتشخيص الأعطاب

الكتاب، الذي يُعتبر الإصدار العاشر للمفكر في حقل العلوم السياسية، يأتي امتدادًا لسلسلة أعماله السابقة التي لامست بجرأة إشكاليات الوطن والمواطنة والحرية، مثل: “المغرب، ماذا نخشاه”، “الحرية”، “أزمة القيم، القيم في أزمة”، “أي مغرب للمستقبل”، و”المغرب، فليكن”.
في عمله الجديد، يواصل نجيب مساءلة الذات المغربية، دولةً ومجتمعًا ونخبةً، عبر مقاربة فكرية تتقاطع فيها التحليلات السياسية بالسوسيولوجية، لطرح الأسئلة التي تؤرق المواطن وتُحرج صناع القرار على حدّ سواء.

أسئلة كبرى… وإجابات غير مألوفة

ينقسم الكتاب إلى مجموعة من الفصول المكثفة التي تتناول قضايا الساعة، مثل:

كيف نمارس السياسة بشكل مختلف؟

قوة صمود المغاربة

حالات الطوارئ الوطنية

جغرافيات الخوف

حكومة أخنوش… ما هي الدروس المستفادة؟

لماذا لا يتغير شيء؟

الاستغلال الاقتصادي والقمع الأيديولوجي

الحرية أم التلقين العقائدي للجماهير؟

جعل المجتمع غبيًا هو لعب بالنار

المثقف المغربي… عرق انقرض

إصلاح النظام الصحي في المغرب

أحداث الفنيدق: وراء التعليقات، ما هي الحلول؟

هذه العناوين وحدها تكشف عن حجم التحدي الفكري الذي يطرحه الكاتب، وعن جرأته في الغوص في عمق الإشكالات التي يعيشها المغرب المعاصر، خاصة في ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد منذ 28 شتنبر 2025.

 

تحليل رصين وموقف واضح

يتميّز أسلوب عبد الحق نجيب بدقّة الطرح وصرامة التحليل، حيث لا يكتفي بتوصيف الأزمات، بل يسعى إلى اقتراح حلول واقعية ومتماسكة. فهو يرى أن تشخيص الداء لا يكفي ما لم يُواكَب بإرادة سياسية وشجاعة فكرية لتصحيح المسار.
ومن خلال هذا العمل، يستمر نجيب في تقديم “قراءات واقعية ومنطقية وعقلانية” — كما يصفها — لما يعانيه المغرب من خلل على مستويات متعددة: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية.

صرخة فكرية من أجل مغرب الغد

يُعدّ “المغرب، تحديات المستقبل” بمثابة صرخة فكرية مسؤولة تدعو إلى إعادة النظر في طرق التفكير والتدبير، وإلى التحرر من القوالب الجاهزة في الفعل السياسي والإعلامي والثقافي. إنه دعوة إلى الحراك الفكري قبل أي حراك اجتماعي، وإلى المصالحة بين السلطة والمجتمع، وبين المثقف والمواطن.
بهذا العمل الجديد، يُثبت عبد الحق نجيب مرة أخرى أنه من بين الأصوات الفكرية القليلة في المغرب التي ما زالت تُراهن على الكلمة كأداة إصلاح، وعلى الفكر كقوة مقاومة ضد الرداءة والجمود.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى